صباح العودة للعزلة ... للهدوء المزعج ... لإزعاج السكينة
صباح الرتابة التي تحتاجني ... و لا أحتاجها ...
و الوجوه التي تعرفني ... و لا أريد أن أعرفها ...
صباح اللكمة المسددة لِــ حلمي في خاصرته المتهتكة ...
و المشي بلا طريق ... و الوصول مخيف ...
يا لهذا الصباح العقيم ...
الذي ينجب الأشياء تنقصها الرغبة ... في أن تكون شيئاً
كهاتين اليدين ... التي خلعت عنها كل المحابس
لتبقى حرة على حبل المشنقة ...
لا تخلّف عاهة حزينة ... و لا تتخصب فيها نطفة حلم مشوّه ...
تركت البحر بالأمس ... و كلانا صامت ...
لأدرك أنه بحر مصطنع ... لا يموج ... و لا يمتد و لا يخطفه الجزر ...
راكد آسن لا حياة فيه ...
( خباري ) من صنع البشر ... ليست ببحر ...
إنها أشبه بالأذيال التي لا دماء فيها ...
رميت خبزاً ... و انتظرت أسماكاً و نوارساً ...
تحلل الخبز ... و أقفلت عائدة ...
لذا آمنت منذ زمن طويل ... أن ما يفعله الله - سبحانه - خير مما يفعله البشر ... لا شك
فاتخذت قراراً أن لا أعبث فيما أُعطِيت ... و إن كان في مقاييس العامة ... عطاء محدوداً ...
الحدود اخترقناها عندما منحنا لأنفسنا الحق بأن ننتقد و نقيّم و نصدر احكاماً و نمارس أفعالاً لسنا أهلاً لها ...
العطايا تحتاج لإدراكها ... و أنا أتفحص وجوه العابرات ... دوناً عن العابرين ...
أدركت أني أُعطيتُ ما يكفيني ... و إن لم يكفِ الآخرين !
و ماذا لو كنتُ جميلة ...
سيعجب بي ألف رجل آخر ؟!
لو كنت جميلة ... هل يتغير قدري للأفضل ؟
هل سأحظى بعائلة تحبني أكثر ... و رجل لا ينظر في اتجاهات أخرى ... و وظيفة أعلى مقاماً ؟!
هل سأكون تحت الضوء ... و لا أكون خافتة كما أشعر
و ما هي الامتيازات التي سأفقدها لو كنت أكثر قبحاً !
تباً ...
هذا الصباح لا يشبه التفاح ... و لا الورد
يشبه يدي المفقود روح أصابعها ...