[حمد الدوسري]

عينيّ أيّ أذى يبين عليكما
ويثير في شفق المسا دمعيكما ؟

إني أرى تحت الجفون ضراعة
تستعطف الكون الكبير المبهَما

خزَفان تحت الليل ألمح فيهما
شرفات ضوء ينتصفن الأنجما

الكون منتظم فأيّة ثورة
يا مقلتيّ تدور في رمشيكما ؟

مسكينتان ، رأيتكما ما لا يرى
جيل أفاق على الضَلاَل ونوّما

دخل الحرائق في الحياة , فلم يطق
عن ويلها هربا وعاش مهوّما

مسكينتان كتمتما حمم النوى
فأبى تأوه خاطري أن تكتما

فإذا الدموع غشاوة خرَّت على
رمشيكما , سيلا عنيفا مفعما

ورأيتما ، وشل الدموع , محاسن ال
ماضي وعاد اللون في أفقيكما

عبثا تسوقان التوسّل في المسا،
حكم القضاء قضى بألا تحلما

عبثا ، فيا عينيّ لا تتدمَّعا
لا شيء يرجع بالظلام إليكما

حسبي وحسبكما الرضوخ لما قضى
حكم الليالي فاركعا واستسلما

كم عاشق من قبلنا فقد الهوى
فقضى الحياة لوحده متفهِّـما

يرعى الدياجي مانحا نجماتها
روحا ملمَّعة وشعرا مُلهَما

4 مارس 2022م