إن من أسباب الشعور بالراحة و الأمان ... وجود الدعم في حياتك ...
دعماً روحياً و ماديا و عاطفيا و نفسياً و صحياً ...
كل ذلك بتوفيق من الرب الكريم ... قد يأتي في شخص واحد فريد ... أو يأتي متفرقاً على عدة أشخاص متفردين كلّ بدوره !
و متى ما فُقِد الدعم ... اختل فيك بعض الاتزان ...
سترمم ذاتك ... و تبدأ مراجعة دروس الحياة ... و تتصفح المواقف ...
لتكون أنت الداعم الحقيقي لنفسكَ ... من خلال بعض بعض المحيطين بك ...
فقد أبي - رحمه الله - هو من أكبر الاختلالات التي أصابتني ... و لأن جهده لم يذهب سدى ... لم يظهر اختلالي للعيان ...
مضيت منذ تركت يمينه بعد توديع جثمانه ... بهدوء تام للحد الذي جعل الجمع يبحثون عني ... و كأني فُقِدت معه ...
لم تكن إلا سويعات ... إلا و عدت إلى مسرح العزاء ... أشاركهم الحزن ... و بداخلي أعمق مما يبدو !
حزن مديد عمره الآن ثلاثة أعوام و نيف ...
قد لا أذكره أمام الجمع ... و أبدو كأقلهم ارتباطاً و برّاً و ذكراً له ...
لكن الله و هو أعلم ...
و منذ أول وقوع له ... في براثن الشيخوخة ... بدأت توثيق حكاياته و حديثه الهادئ و صوته الرخيم في التلاوة و لحظات صمته و تأملاته و غفواته في مصلّاه ...
كنت اعتبر أن في ذلك تعدٍّ على خصوصيته ... لكني كنت أصنع لنفسي ذاكرة مرئية و مسموعة ... ألجأ لها كلما تملكني الحنين للحديث معه ... للإنصات له ...
لا أختلف عن أي ابنةٍ بأبيها معجبة ... و لكن أحب حبي له ...