لم يكُنْ ذاك الطاهِرُ النَّقي
أو التقيُ الخفِّي
لمْ يلبسْ ثوبَ الزُّهاد ومُرقعات الصّوف
أو يجلس في الزوايا مُطرِقاً برأسِه تالياً تسابيحه
لمْ يخرُج إلى البريّة مُمسكاً بعصاه بِلا مزودة متواكلاً
ظنَّاً أنّه قد توكَل حقّ التوكل حتّى أصبح أشعث َ الشّعرِ بالِي الملْبس
لم يكُن الغزالي أو إبراهيم بن الأدهم أو الجُنيد
كانَ هو ولمْ يكُن سوى هُو
يُخطئُ ويتعثَر ويسقُطُ وينْهض
كان إيمانهُ يُضِئُ دروبهُ عندما تُظلِمُ روحُهُ وتَزِلُ قَدمه
فيعُودُ كَي يبدأ المسير