... أذكر صديق طفولتي ( إبراهيم ) ...
الذي مات و نحن لا زلنا أطفالاً لا ندرك معنى أن يموت أحدهم ... أتذكّر صوته و ملامحه جيداً ...
أذكر ( أريج ) صديقة الصف الأول الابتدائي ...
و التي ماتت في حادث دهس أمام المدرسة و لا زلت أتذكر توأمها عبير ...
كانتا تعبران الشارع ممسكتان بأيدي بعضهما البعض ... وصلت عبير للرصيف الآخر
أما أريج فقد عرجت روحها إلى السماء ... أتذكر وجهها المكتنز و سمرتها العربية و شعرها المنبسط ... و شرائطها البيضاء ...
أذكر ( عواطف ) التي تجلس معي على ذات التخت المدرسي ...
من شدة هزالها كنت أخاف من ملامستها ... كان لدي اعتقاد بأن اللمس يهشمها ... أو يجرحنا !
اختفت هي الأخرى ...
و لم يبرر لنا أحد سبب اختفاؤها ...
لكن قيل أنها مريضة جداً ... لا زال صوتها الحاد المرتجف يحتل حيزاً صغيراً جداً في ذاكرتي