منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - حمَمُ اللوعَةِ :
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-03-2022, 02:53 PM   #1
عبدالعزيز التويجري
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية عبدالعزيز التويجري

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 18046

عبدالعزيز التويجري لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز التويجري لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز التويجري لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز التويجري لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز التويجري لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز التويجري لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز التويجري لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز التويجري لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز التويجري لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز التويجري لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز التويجري لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي حمَمُ اللوعَةِ :




تكفهرُّ سماءُ النأي ، فترعدُ بالفقد ، وتومضُ بالفراق ، وترسلُ سهامَ حتوفها المريشة ، وسيوفَ الوداعِ المغمورة بشواظِ الحنين ، الشجن ، الوهن ، لتفرغها في القلوب المكلومة لتعيثَ فيها حرقًا وإنهاكًا !
وقد عصفتْ هوجُ الفقد ، فحملتْ معها خالدًا ، وفجرتْ براكين الحنين ، وأسالتْ حمم اللوعة في قلوبٍ من لحمٍ ودمٍ لا طاقة لها بها !
مضيتَ يا خالد والعيون باكية ، والقلوب شجية ، والأجساد واهنة ، والأكف مرفوعة ، وقد أقفر مسكنكَ ومنتديات أحبابكَ منكَ ، وأُبْتَ إلى الأم التي في حضنها مبيتكَ إلى يوم البعث والنشور !
مضيتَ يا خالد عن أهلٍ وأحبابٍ كنتَ الأنس لقلوبهم ، والبهجة لعيونهم ، والبسمة لثغورهم ، فأوحشتِ القلوبُ ، وتضاءلتِ البهجةُ ، وغاضتِ البسمةُ !
مضيتَ يا خالد والأعين لم تَرْوَ ، والقلوب لم تسأم ، والأرواح لم تكَتَفِ ، وما زالتْ ظمأى للنظر والحديث والبسمة والبهجة !
أيتها الأم الثكلى والإخوة الكلمى : مذْ رأتْ عيوننا النور ، ونحن نسيرُ في سبيلٍ وعرٍ نحو ذلك الشقِّ في باطن الأرض ، نظرًا ، زحفًا ، حبوًا ، سيرًا ، توكُّئًا ، فمنَّا من يبلغهُ نظرًا ، ومنَّا من يبلغهُ زحفًا ، ومنَّا من يبلغهُ حبوًا ، ومنَّا من يبلغهُ سيرًا ، ومنَّا من يبلغهُ توكُّئًا ، ورجاؤنا برحمة الله ومغفرته ، وعفوه ، ورضوانه ، يهوِّنُ علينا مشقة السبيل ، ويرَوِّضُ وعُورتَهُ !
أماه : قد مضى إلى ربٍّ رحيمٍ ، رحمته وسعتْ كل شيءٍ ، يُجازي بالحسنات إحسانًا ، وبالسيئاتِ عفوًا وغفرانًا !
أماه : هي فصولٌ أربعةٌ تتعاقبُ علينا –شئنا أم أبينا- ربيعٌ ، صيفٌ ، شتاءٌ ، خريفٌ ، وأعيننا ترنو وقلوبنا تهفو إلى دارٍ ربيعها دائمٌ لا صيف يعقبه ، ولا شتاء يسبقه ، ولا خريف يعتريه !
أحباب القلب الذين واراهم الثرى : لم تمضوا حفاةً ! بل انتعلتم القلوب ، وامتطيتم الأرواح ، وقدتم الأجساد ، وهجتم الخضمَّ ، فرحمكم الله ، ورضي عنكم في الدنيا والآخرة ويوم يقوم الأشهاد ، وجعل الملتقى في دارٍ لا موت فيها ولا ظعون منها !

 

التوقيع



twitter : @arabods

عبدالعزيز التويجري غير متصل   رد مع اقتباس