منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - إلى روح صديقتي الغالية ولّادة بنت المستكفي ❤
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-25-2024, 01:31 AM   #16
كامي ابو يوسف
( كاتبة )

الصورة الرمزية كامي ابو يوسف

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 0

كامي ابو يوسف لديها سمعة وراء السمعةكامي ابو يوسف لديها سمعة وراء السمعةكامي ابو يوسف لديها سمعة وراء السمعةكامي ابو يوسف لديها سمعة وراء السمعةكامي ابو يوسف لديها سمعة وراء السمعةكامي ابو يوسف لديها سمعة وراء السمعةكامي ابو يوسف لديها سمعة وراء السمعةكامي ابو يوسف لديها سمعة وراء السمعةكامي ابو يوسف لديها سمعة وراء السمعةكامي ابو يوسف لديها سمعة وراء السمعةكامي ابو يوسف لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


لم يكن الامبراطور كلوديوس وحده ظالماً حتى أمير المؤمنين الخليفة الوليد بن عبد الملك الذي دفن العاشق وضاح اليمن حياً ودون رحمة كان أيضا ظالما !


يحكى أن قصة حب نشأت بين وضاح اليمن وأم البنين، زوجة الخليفة الوليد بن عبد الملك.*

بدأت القصة عندما استأذنت أم البنين زوجها للذهاب إلى الحج، ولما بلغت مكة أرادت أن يقال فيها أبياتاً من الشعر.*

ولم يكن ذلك أمراً غريباً، فقد سبق أن قيل شعر بغيرها من الحرائر، دون ذكر أسمائهن في الأبيات، مثل ما حدث مع أخت زوج أم البنين فاطمة بنت عبد الملك، زوجة عمر بن عبد العزيز التي رآها أحد الشعراء في مكة فقال فيها:*

بِنتُ الخَلِيفَةِ وَالخَلِيفَةُ جَدُّها* * أُختُ الخَلِيفَةِ والخَلِيفَةُ بَعلُهَا

فَرِحَت قَوَابِلُها بِهَا وتَبَاشَرَت* * وَكَذاكَ كانوا في المسرَّةِ أَهلُهَا

وهكذا، طلبت أم البنين من الشاعر المعروف بـ"كُثير عزة" أن يمتدحها بأبيات من الشعر لكنه رفض خشية بطش الوليد، فقد كان الوليد قد توعد كل من تسول له نفسه أن يذكر زوجته بأبيات من الشعر.*

لكن وضاح اليمن تجرأ على القيام بهذه المهمة، خاصة بعد أن سحره جمال أم البنين التي اشتهرت بحسنها.*

سُحرت أم البنين بدورها بوضاح اليمن الذي لا يخفى على أحدٍ جمال وجهه وحلاوة لسانه، وطلبت منه أن يتبعها إلى الشام بعد انتهاء موسم الحج ووعدته بأنها ستوفر له الحماية، ونصحته بأن يكيل قصائد المدح للخليفة كي يغفر له مدحه لها، واعدةً إياه بأنها ستعمل على رفع شأنه عند الخليفة، وهذا ما كان.*

بعد انتقال وضاح اليمن إلى الشام، تطورت علاقته على ما يبدو بأم البنين، وقد وردت قصتهما في بعض المراجع مثل "كتاب الأغاني" للأصفهاني، كما رواها الأديب طه حسين في كتابه "حديث الأربعاء". مع ذلك يصف البعض تلك الحكاية بأنها مجرد "أسطورة" من نسج الخيال، أو بأنها في أفضل حالاتها قصة لا تخلو من المبالغات، خاصة فيما يتعلق بنهايتها المأساوية.*

وبعيداً عن النهاية المأساوية التي سنرويها لكم، فقد خلد التاريخ بالفعل كثيراً من الأشعار التي قالها وضاح اليمن في أم البنين، ومنها:*

صدع البيـن والتَّفرق قلبي* * * * * * * وتولَّتْ أمُّ البنينَ بِلُبِّي

ثوتِ النفسُ في الحُمُولِ لَدَيها* * * وَتَوَلَّى بالجسم مِنِّي صَحبي

ولقد* قُلتُ والمدامعُ تجـري* * * * بدموعٍ كأنها فَيْضُ غرب

جزعاً للفراقِ يومَ تَوَلَّت:* * * * حَسْبيَ اللهُ ذو المَعَارِجِ حَسْبي!

كما قال فيها:*

حتَّامَ نكْتُم حُزنَنا حَتَّاما* * * * * وعلام نَسْتَبْقِي الدُّموع علاما

إنَّ الذي بي قد تفاقمَ واعتلى * * ونما وزادَ وأورث الأسقاما

قدْ أصبحتْ أمُّ البنينَ مريضة* نَخْشى ونُشْفِقُ أنْ يَكونَ حِماما

يا ربَّ متعني بطولِ بقائها * * * واجبرْ بها الأرمالَ والأيتاما


ووفقاً للحكاية، فقد راح وضاح اليمن يتردد خلسة على مضجع أم البنين من حين لآخر، وقد شعر بذلك بعض الخدم وتربصوا به.*

وفي يوم من الأيام أُهديت إلى الخليفة الوليد جواهر أعجبته وقرر إرسالها إلى زوجته أم البنين. وبالفعل، أرسلها إلى مخدعها مع أحد الخدم. وعندما وصل الخادم إلى الغرفة كان وضاح اليمن مع أم البنين التي فزعت من مجيء الخادم وطلبت من وضاح الاختباء في أحد الصناديق. لكن الخادم أخبر أم البنين بأنه يعلم بوجود وضاح في الغرفة وطلب منها أن تعطيه الجواهر مقابل سكوته عنها، لكنها نهرته وأمرته بالانصراف، فما كان منه إلا أن ذهب على الفور ليخبر الخليفة بما رأى.*

أمر الخليفة بقطع عنق الخادم لافترائه على السيدة أم البنين، لكنه توجه إلى مخدع زوجته على الفور، فوجدها جالسة بكل هدوء على أحد الصناديق تمشط شعرها.*

لم ينفجر الخليفة غضباً في وجه زوجته، بل طلب منها بكل دهاءٍ أن تهبه أحد الصناديق الكثيرة الموجودة في غرفتها، فأخبرته بأخذ ما يريد، فطلب الصندوق الذي يختبئ فيه وضاح اليمن. حاولت أم البنين في البداية أن تثنيه عن أخذ الصندوق بحجة أن فيه كثيراً من متاعها، لكن عندما أصر لم يكن باستطاعتها سوى أن ترضخ لرغبته.*

وقيل إن الخليفة أمر بأخذ الصندوق وحفر حفرة عميقة للغاية ثم رمى الصندوق فيها وأمر بردمها في التراب، ويقال إنه خاطب الصندوق قائلاً: "إذا كان ما بلغنا حقّاً، فقد كفّنّاك، ودفنّاك ودفنّا ذكرك؛ وقطعنا أثرك إلى آخر الدهر، وإذا كان باطلاً فإنّا دفنّا الخشب؛ وما أهون ذلك".*

وعلى الرغم من الخلاف حول تفاصيل القصة، فإنّ ذكر وضاح اليمن قد انقطع منذ ذلك اليوم واختفى أثره فلم يعلم عنه شيء، وأما الخليفة الوليد فلم تتغير علاقته بزوجته أم البنين حتى فرّق الموت بينهما.*

 

التوقيع




أنا والله أصلح للمعالي وأمشي مشيتي وأتيه تيها
وأمكن عاشقي من صحن خدي وأعطي قبلتي لمن يشتهيها


صديقتي ولادة بنت المستكفي.


كامي ابو يوسف غير متصل   رد مع اقتباس