كان يوماً بارداً
و كنت أتوق إلى كوب شاي..
شاي..عراقيّ مخدّر..
صاحبه قطعة معجنات صغيرة..
أشرب الشاي..
فيتدفق إلى جسدي..
دفئاً و حناناً..
و كلي يرتجف و أنا أنظر إلى القطط المتجمعة حولي..
أرمي لهن قطعة المعجنات
و أتنفس بعمق..
الخواء يملؤني..
يتجسدُ الفقدُ أمامي..
تبللني الدموع بصمت..
دفقة دفء مع الشاي العراقي..
كان أبي يحب ناظم الغزالي..
و كانت أمي قصيدته الوحيدة..
بدونها الحياة صعبة..
إذ لا حضن يضمني بحب عذري..
و كأنني فقدت وطني و ملاذي..
يرتجف جسدي بألم لانثيال الذكريات..
احترِق ببرودة الشتاء..
كشاي عراقي ...!