ارحمونا من هذه الأسماء المستعارة!!!
بقلم مصطفى معروفي
ـــــــــــــــ
أعتقد أن الكاتب ليس في حاجة لاسم مستعار كي يتعامل به مع القارئ ، وإذا كنت أجد العذر لأخواتي الكاتبات في هذا ، فأنا لا أجده لإخواني الكتاب ، فأنا كقارئ أحيانا أريد الاقتباس من كاتب فكرة أو أفكارا أعجبتني ، لكنني أجد نفسي أمام شبح يتخفى وراء اسم مستعار ، فأعدل عن الاقتباس ، وفي نفسي ما فيها من تذمر ، وخاصة إذا كان الكاتب يستعمل اسما مستعارا هو أقرب ما يكون إلى السخافة منه إلى اسم أدبي لكاتب، فهذا اسمه المارد ،وذاك اسمه شارب البحر ،وذلك اسمه المصقوع وما إلى ذلك من الأسماء التي تثير الضحك وأحيانا الاشمئزاز في نفس القارئ.
إذا كان لدى الكاتب ما يقوله فلا بأس أن يعلن اسمه على الملأ ، حتى يضع القارئ اسمه في الخانة التي يستحقها ، وحتى تكون له المصداقية التي يتغياها كل كاتب يحترم نفسه ، ويؤمن بنبل الرسالة التي يحملها.
إن استعمال الاسم المستعار في الكتابة له دواعيه وأسبابه ، وإن كانت هذه الأسباب والدواعي عند تمحيصها والتأمل فيها تبدو واهية وضعيفة ، لكن من سوء استعمال الاسم المستعار هو أن صاحبه قد يقول ما يشاء كيف ما يشاء ، دون أن يخشى تعرض اسمه الحقيقي للتجريح ، وهنا تبرز معاناة الكتاب أصحاب الأسماء الحقيقية مع ذوي الأسماء المستعارة ، بحيث إن الأولين خصوصا عند النقاش يراعون أمورا لا يراعيها الآخرون ، مادام هؤلاء ليس لديهم ما يخسرونه ، فهم اليوم بأسماء وغدا هم بأسماء أخرى ، بينما أولئك تبقى أسماؤهم ثابتة لا تتغير اليوم وغدا وفي كل منتدى وملتقى ومنبر.
إن صاحب الاسم المستعار بإمكانه أن يهاجم من يشاء بكل حرية ، فتخفيه تحت اسم وهمي يضمن له مساحة من التحرك غير متاحة لصاحبه ذي الاسم الحقيقي ،لذا ففي النقاشات الحادة يبدو أحيانا عدم التكافؤ بين الجانبين واضحا.وقد فطنت بعض المنتديات لهذه المشكلة فوضعت من بين الشروط استعمال الاسم الحقيقي حتى يقبل المنخرط كعضو فيها ، وفعلا لقد فعلت خيرا في نفسها ،وفي الكتاب الأعضاء الذين يحترمون أنفسهم ويقدرون مسؤوليتهم.لذا أقترح على الإخوة مسؤولي هذا المنتدى المحترم أن يضعوا في صلب عنايتهم هذه المسألة وأن يشترطوا على كل من يريد العضوية في المنتدى أن يصرح باسمه الحقيقي ، أما الأخوات فهن في حل من هذا لاعتبارات يعرفها الجميع .
فبالله عليكم ارحمونا من هذه الأسماء المستعارة ،وتعاملوا معنا بكل وضوح وشفافية،ودامت للجميع الأفراح والمسرات .