أكذب بيت شعر وأصدق بيت في آن واحد : للشاعر المتنبي حيث قال :
بعيني رأيت الذئب يحلب نملة
ويشرب منها رائباً وحليبا
يقول المتنبي : أما من حيث أنه أكذب بيت لأن الذئب لا يعرف كيفية الحليب وأصلاً النملة ليست بالحلوب ...
أما وأنه أصدق بيت من الشعر يقول المتنبي :
كنت مرة في أحد أسواق الكوفة بجوار امرأة فقيرة تبيع السمك ، فجاءها رجل غني فاحش الثراء ومتكبر فسألها : بكم رطل السمك ...؟ ، فقالت المرأة : بخمسة دراهم ياسيدي ، فقال الغني : بل بدرهم فقالت : يا سيدي السمك ليس لي وأنا لا أستطيع أن ابيعه إلا بخمسة ، فقال الغني :
اعطني عشرة أرطال ، وفرحت المرأة وظنت أنه سيدفع خمسين درهماً ، ولما أعطته السمك أخذه ورمى لها بعشرة دراهم وانصرف ، فنادته المرأة : يا سيدي ، يا سيدي وهي تبكي فلم يرد عليها فناديته أنا أيضاً فلم يرد علي ، لذلك قلت هذا البيت من الشعر :
بعيني رأيت الذئب يحلب نملة
ويشرب منها رائباً وحليبا
فقصدت بالذئب : الغني ، وأن النملة : هي بائعة السمك الفقيرة ...
ما أجملها من صورة شعرية ، وما أشبهها بعصرنا هذا ...
،،