منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - أتغير من أجل من أحب؟ لا أظن
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-20-2025, 02:03 AM   #11
ندى يزوغ
( كاتبة )

الصورة الرمزية ندى يزوغ

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 3264

ندى يزوغ لديها سمعة وراء السمعةندى يزوغ لديها سمعة وراء السمعةندى يزوغ لديها سمعة وراء السمعةندى يزوغ لديها سمعة وراء السمعةندى يزوغ لديها سمعة وراء السمعةندى يزوغ لديها سمعة وراء السمعةندى يزوغ لديها سمعة وراء السمعةندى يزوغ لديها سمعة وراء السمعةندى يزوغ لديها سمعة وراء السمعةندى يزوغ لديها سمعة وراء السمعةندى يزوغ لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


رغم صدق الطرح وتمسكه بالحرية الداخلية وحق الإنسان في تقرير مصيره، إلا أنني أرى أن المقال يغفل بُعداً هاماً في العلاقات العاطفية: أن طلب التغيير من الحبيب لا يعني بالضرورة رفضاً لجوهر الآخر، بل قد يكون حباً عميقاً في صورة رجاء، بحثاً عن نسخة أجمل من المحبوب، تليق بالمكانة التي يحتلها في القلب.
صحيح أن التغيير لا يكون إلا عن قناعة، لكن أليس الحب أحد أقوى المحفزات للتغيير؟ يقول نيتشه: "من لديه سبب يعيش من أجله، يمكنه تحمل أي كيف."، والحب سببٌ وجوديّ، حين يكون صادقاً، يحملنا على النمو لا الانكماش.
طلب الحبيب لتغيير ما، حين يصدر عن رغبة في المساندة والتكامل، لا منطق الهيمنة، هو في جوهره إشعار بأن العلاقة تحتاج إلى مساحة مشتركة من النضج. فكما أن الحب قبول، هو أيضاً بناء مشترك، ولا يُبنى بيتٌ على أسس رخوة باسم "أنا هكذا"، لأن الرفض المطلق للتغيير قد يكون شكلاً من أشكال الكِبر المقنَّع بالصدق.
في الفلسفة الوجودية، يقول جان بول سارتر: "الإنسان مشروع، لا شيء سوى ما يصنعه بنفسه"، لكن هذا المشروع لا يكتمل في عزلة. العلاقة نداء للتماهي الجميل، لا للفناء، بل لصقل الذات على سندان الآخر، دون فقدان جوهرها.
الحب الحقيقي لا يطلب تغييراً قسرياً، لكنه يدعو للتطور، وذاك فرق جوهري. فكما قال المهاتما غاندي: "كن أنت التغيير الذي تريد أن تراه في العالم"، أحياناً، يكون الحبيب مرآتنا النقية التي ترى فينا ما لا نراه، وتوقظ فينا ما خمد.
نعم، يجب أن ينبع التغيير من الداخل، لكن لا ضير أن يشعل الآخر شرارته، خاصة إن كانت تلك الدعوة مبنية على حب، لا على رفض.
فأجمل ما في الحب ليس أن نُقبل كما نحن، بل أن نُحب بما يكفي لنُصبح كما ينبغي أن نكون.
وختاماً، كما يقول المثل الصوفي: "الحب لا يُلقيك أرضاً، بل يُعيد تشكيلك على هيئة نور."

 

ندى يزوغ غير متصل   رد مع اقتباس