،
،
وهل يقدر الصبر أن يحتفظ بجماله، حين يتحول إلى وجع صامت؟
نحاول أن نُقنع أنفسنا بأن الانتظار فضيلة، وأنّ للصبر ملامح النُبل،
لكننا لا نخبر أحدًا عن تلك الليالِي التي بكينا فيها بصمت، ولا عن تلك اللحظات
التي انكمشنا فيها على أنفسنا ونحن نبتلع خيباتنا كي لا تنكسر صورتنا أمام العالم.
الصبر جميل، نعم…
لكن الجمال لا يصمد طويلًا في وجه الألم.
تتآكل ملامحه شيئًا فشيئًا،
يبهت صوته،
ويتحول مع الوقت إلى ظلٍ خافت،
يمرّ دون أن يشعر به أحد…
حتى صاحبه.
فأيّ جمال يبقى للصبر،
إذا اصبح وجعًا لا يُقال، وسكونًا ينهش الروح كل مساء؟
،