•
فيما مضى كنت أشكل القصائد بين يديْ كصلصال ..
ومن ثم شعرت بالخدر بأصابعي .. تعبت .. وضقت .. واختنقت .. وتوقفت ..!
التوقف عن كتابة الشعر لم يكن خياراً حينها .. كان هناك شيئاً بداخلي يدفعني لذلك .. بعد أن أصبح كل شيء بارداً وخاوياً ..
كان يفر الشعر مني .. كلما حاولت اللحاق به بخطواتي البطيئة ..
كان يختبئ مني كلما بحثت عنه بتكاسل ..
لذا اختفيت فجأة دون أن أترك تلويحة وداع على الأقل ..!
خذلت الشعر .. والشاعرة التي كانت بداخلي ..!!
حينها كنت صغيرة ولا أدرك ماهية الشعر الحقيقي بقدر ماكنت أبحث عن الضوء ..
نلت ذلك الضوء الذي استحققته .. لكنه في نهاية المطاف أزعج عينيْ فانسحبت..
أما الآن .. اكتفيت من الضوء .. أكتب الشعر لذاتي وللشعر فقط .. إن جاء الضوء سيكون طبيعياً ولن يؤذي بصري
وإن لم يجئ .. لا بأس .. المهم إنني أجلس برفقة سيدي الشعر .. أبتسم له حين يتغزل بحرفي ..
لذا حضوري الآن مختلفاً وأكثر هدوءاً بعد أن نضجت كثيراً ..
لأنني الآن أجلس تحت ظل شجرة الشعر ..
أحتسي فنجانه .. وأقرأ قصاصاته
وأكتب مايمليه علي الشعور ..
أضع قليلاً من الوعي كـ سكّر .. وأرتشفه ..
أنعم بالهدوء بعيداً عن الضجة التي كنت أعيشها في طفولتي والتي لم أحتمل ضغوطاتها لصغر سني ( ربما ) ..
ولو كانت تهمني الآن لعدت للكتابة بإسمي القديم ..
واختصرت مسافات كانت لتنقلني إلى الضفة الأخرى بالقارب دون أن اضطر للسباحة ..
الأمر المحبط .. إنني طوال سنوات توقفي لم أكتب الشعر أو حتى أحاول ..
لم أقترب من الساحة الشعبية .. ربما بضعة ابيات تناثرت على امتداد 10 سنوات قضيتها في تويتر لاتتجاوز أصابع اليد الواحدة ( كتبتها ضمن هاشتاق ) ..
ولا أفخر بها لأنها لاتليق بي كـ شاعرة ظَهَرَتْ في وقت كانت الشاعرات المبدعات قليلات جداً .. ومن وصل للصحافة والنشر أقل .
•