حين نُنادى بأسمائنا..
لا نُدعى عبثًا بل يُستَحضَر معنا ما عشنا ما قلنا.. ما أخفيناه في النوايا وما أعلناه من المواقف.
في "ادعوهم بأسمائهم"، نحن أمام كتابة لا تستعرض فكرة الاسم فحسب
بل تُعيد إليه سلطته الكاملة وتبعث فيه قيمته الفاصلة بين التجريد والتجسيد
بين العموم والخصوص بين أن تكون مجرّد "هو" أو أن تُعرف بما اقترن بك.
هُنا عمقٌ يضربُ في جذور الهوية؛ القيمة والعدالة
وأن تُدعى باسمك لا لتمييزك وحسب.. بل لتحمّلك لمسؤولية ما تحمل.
فلا فضل حُسب ولا ذنب غُفر بل غياب مريع عن لائحة النداءكأنك لم تكن أصلًا!
وفي ختامهِ تشريح لاذع لمعنى "الغيبة" أنها ليست فقط قولًا في الخفاء بل نفيٌ للهوية
ومحاولةٌ للتقليل من الحضور عن طريق تغييب الاسم.
إنها أقسى أشكال التحقير: أن يُتحدّث عنك دون أن تُدعى باسمك كأنك لا تستحق النداء.
نصك يؤكّد على أن ذكر الأسماء يحمل في طياته اعترافًا.. تحميلًا للمسؤولية وتحديدًا للرتبة سواء في الدنيا أو في الآخرة.
ويُلوّح إلى أن تغييب الاسم، سواء في الحياة أو في الحديث عن الآخر ليس إلا شكلًا من أشكال الإقصاء.
فكرة.. عميقة وجديدة في طرحها بالرغم من بساطة المدخل.
واللغة.. رصينة واضحة حاملة للمعنى دون تعقيد مشحونة بدلالة فكرية راقية
وتصاعد منطقي ومدروس؛ يُختتم بتأويل مفهوم الغيبة بشكل صادم وغير متوقّع.
نعم.. ادعوهم بأسمائهم لأن الاسم ليس لفظًا بل ميراث وختم في صحيفة الحياة
وجواز عبور.
د.عبد الإله..
دمتَ ودام فكرك مرآة نقيّة تنعكس فيها وجوهُ الكلمات بأسمائها.
عُمق