منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - فارسُ الخلود: دماءٌ على صهيلِ العودة!
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-28-2025, 05:13 PM   #3
جهاد غريب
( شاعر )

افتراضي


عُمق

شكرًا لهذا الحضور الذي حوّل سطور القصيدة إلى نبضٍ حيّ، يكاد يُسمع بين الكلمات، وشكرًا لهذا القلب الذي قرأ ما بين السطور، ففهم القصد وأضاء المعنى.

ردُّكِ لم يكن مجرد تعليق، بل كان قصيدة أخرى تُغنّيها روحٌ تشاركني الهمَّ والأمل، وتُكمِل ما بدأته الحروف بنورِ رؤيتكِ وصفاء تأملكِ.

وكما تعودت منكِ دائمًا: دقَّةُ قراءتكِ وعمقُ تأويلكِ كانا مرآة للنص، لقد أمسكتِ بخيوطه كلها؛ من "جراح الوطن" إلى "نداء القيام"، ومن "المعنى المغتال" إلى "دم الحقيقة". كأنكِ أعدتِ صياغة القصيدة من جديد، بأسلوبكِ الشفيف الذي يجمع بين البلاغة والصدق.

أشعر أن "فارس الخلود" وجد فيكِ شاهدًا حقيقيًّا على رسالته، فلم تكتفي بفكِّ شفرته، بل أضفتِ إليه من نبض روحكِ ما جعله أكثر حياةً واتساعًا.

نعم... القارئ هو السر الخفي في استمرار النص، وهو الضوء الذي يكشف طبقاته المخفيّة. وها أنتِ اليوم تمنحينني هدية ثمينة: أن أرى عملي بعينيكِ، فأكتشف فيه هذا الحوارَ العميقَ بين الكاتب والقارئ، ذاك الذي يجعل من الكتابة مغامرة لا تنتهي، ورسالة لا تموت.

عُمق،
لا تُوقِفي هذا العطاء، فكلماتكِ مثل نداء الفارس، توقظ فينا الذاكرة والإرادة.
دمتِ قلماً يُنبت في النصوص حياة، وروحًا تُذكّرنا أن الفنَّ الحقيقي هو ما يُحرّك السكون في الأعماق.

فالكلمات، حين تجد من يفهمها، لا تموت… بل تتكاثر في القلوب.

 

جهاد غريب غير متصل   رد مع اقتباس