الأستاذة الكريمة "النون"،
قراءتكِ ليست مرورًا عابرًا على الكلمات، بل عبور ناعم إلى عمق النبض الذي كتب منها النص.
كأن روحكِ قرأت النص من الداخل، لا من السطور.
حين كتبتُ، كنتُ أُمسك بخيط من الضوء بين القلب والسماء، لكنكِ، في ردّكِ، جعلتِ هذا الضوء يتفرّع إلى حدائق من التأمل، والامتنان، واليقين.
عبارتكِ:
"تتقيد أقدامه على الأرض، لكن فسحة الروح تنسيه القيود"
هي خلاصة ما تمنيتُ أن يصل، وقد وصلتْ بكِ ببلاغة، ونورٍ لا يُكتسب إلا ممن اعتاد التأمل كما يُمارَس الإيمان.
نعم، أفلا نكون عبادًا شكورين؟
أمام هذا الجمال، وأمام مَن يتلقّاه بهذه الروح، لا نملك إلا أن نسجد لله شكرًا، ونبارك اليراع الذي كتب، كما باركتِه أنتِ بدفء روحكِ.
لكِ الامتنان كله،
ولنوركِ الخافت الذي يضيء بعمق لا تصله الأنوار الساطعة.
أخوكم
الغريب