ها أنذا أقرأ نثركِ وكأني أُصغي إلى نبضٍ هادرٍ تحت جلد الكلام .
لم يكن إعلانًا للرحيل ربما كان طقس تطهرٍ من أوزارٍ عاطفيةٍ ناءت بها الروح .
أو مرثيةُ عهدٍ انطفأت فيه القناديل وبقيت اليدان ترتجفان فوق الرماد .
فراقٌ في ظاهره وداعٌ باردٌ يجرجر أذيال الحزن وانقطاع .
عن وقف النزيف الطويل الذي سال على مقامات الصفح والبوح المكبل .
ولكن في باطنه أرى ولا أزعم أن رؤيتي يقين
انتفاضة قلبٍ بلغ التمام من صبره؛، روحًا تتخفف من أثقالها كما يتخفف الأسير من قيده في لحظةٍ يشبه فيها القرار بالافتراق .
فكنتِ قاضيةً على عهدٍ متصدعٍ بين ودٍ لم يعُد ودًا
وبوحٍ انكسرت أجنحته .
واعترافًا بموت اللغة بينكما وشهادة خروجٍ من مملكة القهر إلى فسطاط السلام
والافتراق بيان حرية تودعين فيه صورتكِ القديمة معه ووثيقة خلاص .
أسرار/ يا ابنة الحرف المكلوم
صرختكِ مكتومةٍ خرجت من بين أنقاض الصبر
فارتفعت لتُعلن أن الفقد ليس انكسارًا بل ولادة جديدة من رحم الألم .
فكان الرحيل فعل بطولة والكسر فعل جبر .
عُمق