سيتفَجّر هنا زَمْزم الوفاء لهذا المنتدى
هل تحب ان تشاركني ؟
أراه يمشي
منحنِي الظهر،
لكنّ ظلّه مستقيم
كحرف لم يمسَّه تحريف.
كلُّ خطوةٍ منه تُثير غبارَ القصائد القديمة،
كأنّ الأرضَ تحت قدميه تحفظ الأوزانَ عن ظهرِ وجع.
لحيته بيضاء من حبرٍ جفَّ على أطرافِ السنين،
وصدرُه مكتبةٌ من تنهّداتٍ لم تُكمَل،
في عينيه ألفُ ألفُ عنوانٍ
لمجلّدٍ واحدٍ اسمه: الوفاء.
يحمل على كتفيه أكوامًا من الذاكرة،
تتهادى كالمجلداتِ الممزقة بين زمنٍ وآخر،
كلُّ صفحةٍ منها تئنّ،
كلُّ هامشٍ يتهجّى اسم شاعرٍ
كان هنا ثمّ مضى.
حين يتعب...
يجلسُ على صخرةٍ من الصمت،
ويمسحُ عن جبينهِ الغبار،
فينتشرُ الحنينُ حولهُ
كرائحةِ الكتبِ القديمة.
يسألُه الغيم:
"أما زلتَ تمشي؟"
فيجيبهُ وهو يبتسمُ ببطءٍ:
"ما دام في الأرضِ من يكتبُ بيتًا واحدًا بإخلاصٍ...
ومن بعيدٍ،
يبدو كشيخٍ أطّت أقدامه بثقلِ ذاكرةِ أمّة،
لكنّ في يده عصًا من ضوء،
كلّما لامست الأرضَ — أنبتت قصيدةً جديدة