وتحسبون...
أن أبعاد اليوم هي موطني؟
أنا التي ما إن تعلّمت الحرف
حتى لجأت إلى أرضها
أستظل بظلّها
وأعتكف في محرابها
أستيقظ لأسلّم عليها
وأمسي والقلم بيدي يتساءل
كيف تكون الأماكن وطنًا
وتكون الحروف أبوابًا
ويكون القلب عاشقًا
لا يرى في الزحام غير نورها
في أبعاد
كبرتُ على مهل
مثل نص يتخلّق من ضوء الصباح
تعلّمت أن أضع قلبي على الورق
من غير خوف
ومن غير أن تفضحني المسافات
هنا
وجدتُ صوتي
حين كنتُ أبحث عنه في كل مكان
وهنا عرفت أن الوفاء
ليس صفة
بل انتماء
وأن العطاء
لا يُنتظر له مقابل
بل يُنذر كقنديل يضيء لغيره
أبعاد
يا أرضًا كتبتني قبل أن أكتبها
يا حضنًا ما عرف الجفاف
ولا ضاق بأصحابه يومًا
فيكِ أودعتُ وجعي
ووضعتُ فرحي
ونفضتُ حزني
وأقمتُ خيمةً لحروفي
تعود إليها إن ضاقت بها الطرق
فليشهد هذا المكان
أنني من أبنائه
وأن اسمي فيه
ليس زائرًا ولا عابرًا
بل أثرٌ
وخطوةٌ
وصدى
وليعلم كل من مرَّ هنا
أن أبعاد لم تكن منتدى
بل رئة
ونبض
ووطنٌ يُكتب
ولا يُنسى
؛
أسرار