- 37 -
* معاني الوجود *
ونشكي !!،، رغم السنى والجمال
وإشراقة في ليالي القمر ،،
على زورق من خيال
يسير بنا في بحار السحر
ونبكي ،، رغم غناء الشجر
تحدّت به نزعات الألم ،،
بلا خشية من محال
ولا رهبة من ظلام العدم
ووردة على مر السنين
تؤسّي بعبيرها اليائسين
مشينا ،، نعبر الظلال
بلا فكرة أو حنين ،،
بلا خفقة من فؤاد
ولا نفثة من جوى العاشقين ،،
سوى خفقة الموت عند الرقاد ،،
وإيماءة الذابلين
ولكن معنى الحياة ،،
وجوهرها أروع
تجف لعمقها الأدمع
وذلك أن عيون القلب ،،
تظل تفجر ،، عبر القفار ،،
وعبر دروب الضياع
وعبر الضنى والدمار
وعبر صنوف الصراع
وعبر ،، وعبر ،، وعبر ،،
تظل تفجر معنى الحياة !!
لذلك كان الربيع ،، وقطر الندى ،،
يعودان بعد الشتاء ،،
وبعد ظلام المدى
وبعد الغناء ،،
والأسى ،،
وبعد ،، وبعد ،، وبعد ،،
يعودان رغم مغيب السماء
فيشرق نور القمر
على جنبات المساء
وينساب روح عميق الجوى ،،
عبقري الصفاء
وتفنى الغيوم ،،
تبدد عند حدود الفضاء
وبعد رياح الجليد ،،
تضوع عطور الزهر
وتبعث أنفاسها من جديد
تعانق خضر الشجر
فتهتز من نشوة الوليد ،،
وسجدة لرب الوجود
من الليل ينساب ضوء الشروق ،،
ويركض خلف الظلام ،،
ليجلوه على مسرح الكائنات
ومن باكيات الغمام ،،
تشق الورود الطريق
فيزهر درب الحياة
أنتساقط يأسا ً على كل باب ،،
ونموت ونحن نلعن الوجود
أنتعب ركضا ً وراء خداع السراب ،،
ونجئ إلى البحر كي نزرع
ونتأمل الأفق كي نقبض
ستنشل ّ للعبث الأذرع ،،
وما ذلك من معاني الوجود