.
.
.

[..حديثُ نفس..]
لا تسأليني عمّا مضى
اعترف لك
كنتُ قبلكِ وضيعاً
ألا يكفي ذلك لإثبات براءتي
من بقايا شَعْرِهِن وشِعْرِهن
كنتُ قبلكِ مجهولاً يبحثُ عن نسبه
في دائرة أحوال مدنية
تحتاج لألف ختم وتوقيع من شيخ قبيلة
ألا يكفي أنكِ وهبتيني اسمكِ وعمركِ
لأنتسب إليك فقط وألفظ غثاءَ رباعية الأسامي
كنتُ قبلكِ متسوّل حبّ
أنسج ألف قصيدة وألعق ملاعق تتساقط
من أفواه سيدات ارستقراطيات
يبحثن عن شابٍ وسيم لمتعة مؤقتة
ألا يكفي أني نسجت لكِ عمري من جديد
ولعقت أصابع قدميكِ حتى دميت
وشربتُ من دمها لأصاب بجنونِ حبكِ
وأدمنُ دمويته فلا أشفى أبداً ولا أشقى
كنتُ قبلكِ مسافراً لا تلامس التراب حقيبتي
مرتحل من ميناء لميناء ومن مصيف لآخر
أراقب الأجساد وأتذوق أشياءَ محرّمة بحزنٍ شديد
تدمعُ عيني كلما تشكلت صورة والدي في قعر كأسها
ألا يكفي أني هجرت لأجلك عاداتي القبيحة
وحرّمت على شفتاي حتى تقبيل السيجارة
فلم يعد يغريني بالكون حلالٌ ولا حرامٌ
قدر إغوائك لي بهمسة أو بزفرة بنَفسٍ
يا أنتِ..
لو كان العشق سماءً
لكنتِ أرضه التي
لا تخون بدرها أبداً..!
لو كان الحب ماء
لكنتِ فيضاً لا يعطش
منه من سكن قلبك..!
