منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - أمواج بلا شاطئ
الموضوع: أمواج بلا شاطئ
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-20-2007, 07:45 PM   #50
عبدالله الدوسري
( كاتب )

الصورة الرمزية عبدالله الدوسري

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 52

عبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


( 50 )

* الكهف *

خرجوا ،، وبقيت وحيدا ،،
سوف أقضي نهاري هنا ،،
خلف بابي الموارب ،،
أنتظر انبثاقك فجأة من رحم الأرض ،،
سأعطر جسدي وكهفي بغير المسك والعنبر ،،
سأفرش الرمل بأعشاب بحرية تليق بحورية الماء ،،
وسيدعوك العطر إلى كهفي

لن أخرج لليقظة ،، سأغتنم اليوم ابتسامتين ،،
تركضان على جسدها الصغير
سأعود نباتيا كما كان أسلافي ،،
وأنام على عشبها ،، وأنعم بالدفء الوثير

وأمام الباب سأشعل نارا هائلة ،،
تمنح العالم بهجة ،، وتبعد الأسى
تقف في صلابة تتلو التعاويذ ،،
وفي اللحظة المناسبة تمتطي الحصان الأبيض

أعلم أنك لو قبلت دعوتي ،، وزرت كهفي ،،
ستدهشين كثيرا ،، من الرسوم والكلمات التي تزين الجدران ،،
تقص على الزائرين كيف ولدت في رحم غوايتك

وحين تظفرين شعرك في عناية ،،
وتضعين فوقه القواقع ،، وتغادرين الكهف خوفا من فضيحة خيالك ،،
ستزرع الرسوم جسم آهاتك من لحم الكلمات ،،
وتتبع خطواتك ،، وينهار الكهف فوق رأسي

مشهد الحطام قد يستبقيها إلى جواري ،،
حين مس جسدها الأرض ،، سار كل شئ في الكون على ما يرام
وأنبتت الأرض نوعا جديدا من الزهور ،،
كنت أدنو بأنفي متحسسا رائحتها ،، كطفل ولد لتوه ،،
أنقش عطرها على ظهر قلبي ،،
هل أصاب بالعمى يوما ؟! ،،
ما الذي جعلها تستلقي بفطرة ينعها ؟! ،،
وكأنها لن تغرس أظافرها في حقلي

ينام على العشب السلام ،،
ممسكا بقبضتها ،، ووجهه إلى السماء ،،
مغلقا عينيه على مشهد لن ينساه ،،
بحيرة وحيدة يحفها الصبار ،،
كانت تعرف أني سأصل مبكرا ،،

قبل أن تخرج من كهفي همست :
وافني حين تحاذيك الشمس لدى البحيرة ،،
لأمنحك تذكارا

وافيتك قبل الوقت بقدر شعرة ،،
رأيتك تخرجين مبللة ،، والشمس تشرق نافذتين من جسدك ،،
مشدودتين كالقوس ،، تهمان بالفرار ،،
وكان الهلال يبرق ،، لا يشعله ضوء ولا تخفيه ظلمة

أحسنت ،، الموعد كان مختارا بعناية ،،
حيث لا شجر توت على الإطلاق ،،
بلاد من الأجساد المتخثرة ،، وطفل يتيم ،،
يسقط الآن زيف الفحولة ،،
ليس سوى رجل وبقايا جسد ،،
فيدخل إلى الذاكرة كخمرة معتقة ،،

يبحث فيك عن نساء كثيرات ،، سامرهن في رسوم الكهف ،،
وأحلام الرفاق ،،
في أزمان مختلفة ،، العصر الحجري ،،
شوارع أثينا ،، عصر النهضة ،،
شرفة في ميناء مدريد ،، أو في مشهد خاطف بالتحلية
لماذا لا نغني ابتهالات الوداع المرتبكة ،،

يترقب سيدة تمد له رموزها ،، تقول أيها الطفل الذي ،،
وضعته الرياح في التجربة ،،
بين جبال القادمين من ألف ليلة وليلة ،،
أنبت في الغابة المستهترة هذا الزغب ،،
يترقب أصدقاء راحلون ،، ليرحموا عاره الجميل ،،
حتى لحظة الكتابة

أيا ساحرة العفة ،، اطلبي ما تشائين خذي كل ما يمتلك ،،
كل أوراقه والكتب ،، وامنحيه لحظة من الموت النبيل

الموسيقى تندلق في دمائه الفاترة ،،
ويأبى أن ينتحب ،،
تجر أذيال أمواجها وتهجره إلى الفراغ ،،
فاستلقت على أعشابه ،، أنجبت مدينة من الحروف

ثم استراح في فمها ،، وراح في سبات بليغ ،،
هل تصلح الأنغام ما أفسدت الأشياء ؟! ،،
في القلب ما يجرح الوقت ،،
كان يحلم بالوطن والهجرة ،،
كل انحناءة توقظ في الخلايا شهوة السفر ،،
لماذا تخجل أمام اللحظة ،، وترفع عاليا راية القبيلة ،،
على باب الذات ،، على نافذة النار ،،
أعرف أن العالم في الخارج لا يعرفك ،،
هذه هي الحياة حبيبتي

بعدها استطعت أن أشعل القمر ،،
وبادلت الليل في السر ،، قبلة وبكاء
وجاءني الموج ،، قم ،، قاوم ،،
اختر حياتك الصعبة وموتك البسيط

كان صوتي قد مات قبل الفجر ،،
وصمتها ودعه بنحيب ثكلى ،، ولحقت به في الصباح ،،
وهكذا ،، أصبحت أركب الموج ،، وربما عدت كهفي ،،

وحفلت أيامي بقراءة الليل والحقول ،،
وكتابة الحوريات ،، حيث يظفرن شعورهن ،،
ويتهيأن لي ،، عند المنابع والضفاف ،،
رعيت قطعان السحب ،، وشددت الرحال إلى بلاد الحب ،،
حتى أخذني البحر في النهاية

تحللت من روابط الزمان والمكان ،،
وزاوجت بين الوردة والنار ،، بين الحبيبة والوطن ،،
وقدمت صمتا مستحيلا ،، أستحق عليه جزاء عقوقي ،،
ولم يكن لي غير الحقيقة ألم ،، ولا إثم

 

التوقيع

المتشرد

عبدالله الدوسري غير متصل   رد مع اقتباس