كنت تحاول دوماً .. ان تصنع منّي نسخةً أجمل لأحلامك .. لطموحاتك .. لآرائك واعتقاداتك ..
ترى في روحي المعجونة بالطفولة .. خامة لكل أمنياتك ..
أما أنا فكنت أحاول أن أكسر ذاك الحاجز الوهمي للذات لأنطلق أبعد من حدود تصوراتنا معاً ..
احاول أن أخرج من ذلك العالم الوردي .. المزين ببيوت ترائي دفأها بدخان ينبع من أعاليها فتخلق به غيمات تبكي عوزها بدلاً عنها ..
من تلك العجلات التي تدور في رياح العادات بلا هدف سوى أن تجعل من هُرائهم فوائد تُجنى !
من احتضارات الليل في تنهيدات أولئك الذين اقترفوا السعادة مرّة .. فحكم عليهم بالتظاهر بها .. مدى العمر !
أحاول أن أكون أنا .. وأن تكون أنت .. أن نتحد دون اندماج .. أن نحترق معاً لا أن يذيب أحدنا الآخر في بوتقة أحلامه .. أن أكون الغربة وتكون الوطن .. أسكنك فأشعر بالدفأ وتسافر إليَّ هرباً منك !
أن نراقب احتضان الشجر لضوء القمر .. لأصف لك بكاء أوراق الشجر حنينا .. وتصف لي لهفة القمر الغامرة الفرح !
أن أهطل سراً فتجنيني ثمراً وتهطل ذاكرةً فأجنيك أبجدية تعيد ترتيب حروفي دون أن تمحوها !
.