توقفت
وأنا أرى خادمتي تقترب من أمي
تحتضنها وتُقبل كفيها وبحنو .. تُتمتم
أنا أحبك .. ماما
ابتسامة أمي الهادئه
يديّها وهي تُربت على كتف الخادمة بضعف
تردد
وأنا أحبك
.
.
يالله
أنا لم أقل أحبك أمي !!
منذ متى ؟!
لا أدري ., لم أعد أدري
لم أقلها كـ كلمة .. لكني أعيشها في كل لحظة
أندس بين أحضانها ., ألصق وجهي في ثنايا صدرها
أعود لأٌقبل عينيها , أنفها , يديّها
أشم رائحتها
فتهدئ روحي .. وأنام
لاشيء في هذا العالم كله
يمكنه أن يمدني بالسلام .. كـ أنتِ
.
.
لكني لم أقل .. أحبك يا أمي !!
ليلة البارحة
شعرت أن هناك من قذف بي في هوة سحيقه
ولم تتلقفني يداك
..
كل شيء يهون يا أمي
إلا تعب قلبك
أُترانا أرهقناه بمشاجراتنا اليومية
بقلقكِ على أخوتي ., عليّ
بأمنياتك التي تلهجين بها بعد كل صلاة
ولا تتحقق
كل شيء يهون يا أمي
إلا تعب قلبك
.
.
نحن نعيش الحب لكننا لا نجرؤ على الإعتراف به
لا نقوله
ربما نخجل
ربما غير ذلك
تذكرت نظرة " محمد " كان الخوف يسكن ملامحه
ترتفع الدمعة ., تكاد تسقط , يلتفت يمسحها بحركة سريعة
ويتحدث بلهجة الواثق من الأمر
ماعليكِ شر
فقط تعب بسيط وسينتهي بإذن الله
.
.
صوتك يخرج بوهن كبير
إن شاء الله
.
.
أمي
هل نتبادل القلوب
ما رأيكِ
لكن قلبي لايستحق صدر كـ صدرك
أستجمع شجاعة كاذبة
ابتسم للجميع
أحاول بث شيء من الراحة
أنفث في صدرك
بسم الله .. بسم الله .. بسم الله
أقرا آية الكرسي
وتتأوهين
وتطلبين أن أرفع صوتي
تُحبين ترتيلي دائماً
لكن صوتي يبكي .. أنفاسي تختنق
الإدعاء بالشجاعة مهمة صعبة
وأنا لا أجيد التمثيل كثيراً
أتوقف .. تخنقني دمعة
أشعر بيدكِ تضغط على أصابعي
قراءتك مريحة
أسمعيهم صوتك
ياااااااااااااااااه
الآن
أنا أريد أن أسمعكِ .. صوتي
.
.
أحبك
ثمرة قلبك تحبك
وتخاف .. تخاف .. تخاف
تخاف من فقدانك
أي عمر سيتبقى لأعيشه بدونك
أحبك
آخر العنقود تخاف من السقوط
أحتفظي بي
لا تتركيني
وكوني أقوى
لأجلنا
لأجلي
ولأجل أن نعيش
.
.
كل شيء يهون يا أمي
إلا تتعب قلبك
....
"ليلة عيد أسود .. وحزن"