خالف إشارة المرور في تحركه عندما تُصْبح حمراء وتوقفه حالما تُصبِحْ خضراء
كان يسمع نداءات نوافذ السيارات المّارة في الشارع دون أن يتكلم من بداخلها
لأراهُ يُسْرِع في مشيتِهِ إلى أن يقترب من نداءاتها فيقف بُرهةً من الزمن لينتقل بعد ذلك
إلى نافذة أخرى تُناديه !!
تعوّدتُ أن أراهُ كُل صباح أثناء ذهابي إلى عملي لأُراقب تصرفاته أثناء وقوفي عند الإشارة
حتى أصبحتُ أربط غيابة بعارض صحي ألمّ بهْ أو ظرفٍ طاريٍء يُعانيه
رجلٌ صاحب الرصيف .. فــ صاحبَهُ
حتى أصبح يفتقده كما أفتقِدُهُ أنا إن غاب ذات صباح
رجلُ غزى البياض شعرُهُ وأستعمرت التجاعيد ملامح وجهه الأسمر
الذي زادت الشمس إسمرارُهُ أكثر فأكثر
يرتدي ثوباً قصيراً وسُتْرة سوداء ويغطي نصف رأسِه بـ [ شماغ ]
يترّنح في مشيتِهِ بسبب عرجٍ بسيط يُعانيه أكتشفتُهُ وأنا أراقب تصرُفاتِهْ
يتحرك ذهاباً وإياباً على ذات الرصيف حتى عرفهُ كُل من يمُر من هذا الطريق
لا يمد يده إستعطاءاً أو إستعطافاً ولايستجدي أحداً
تتنقل نظراته بين السيارات منتظراً سماع صوت زجاج إحداها ليتجِهه صوبَها
ليعود وفي يدِهِ بضع مالٍ أقل بكثير من ابتسامة الرِضـا التي لا تلبث أن ترتسم عليه
فتنفرج أساريرُهْ وكأنّهُ أمتلك الدُنيـا بما فيها .. !
الثلاثاء
20 / مارس / 2007 م