"هوذا سبب أثر الموسيقى الذي يفوق في قوته أثر الفنون
الأخرى , فبينما تقدِّم الفنون الأخرى ظلالاً فقط تنفرد الموسيقا بأنّها لغة
الشعور والعاطفة تماماً كما أن الألفاظ هي لغة العقل ... بيد أنه لا يغيب من
البال....إن علاقة الموسيقى ( بالشعور والعاطفة) علاقة غير مباشرة , إذ أن
الموسيقى لا تعبِّر عن الظاهرة , وإنما تعبِّر عن طبيعتها الداخلية فقط ,
داخلية كل الظواهر , بل الإرادة نفسها . هي إذاً لا تعبّر عن هذا المعطى
االجزئي , أو ذاك , عن سرور القلب أو ألمه , حزنه أو رعبه , فرحه أو
ترحه , أو سكينته بالذات , وإنما عن طبيعتها الداخلية مجرّده من أي شيء
آخر , ومجردة من دوافعها الخاصه . ورغم تجرّدها هذا فنحن قادرون على
فهمها تماماً " *
شوبنهاور .