فريدا كاهلو , بذاتيّتها المُفرطة ,
ما ترسمُ خطّا إلا ويمسّني عميقا ..
"لقد بدأت علاقة فريدا كاهلو مع الآلام القدرية المضنية والعذابات المتلاحقة على المستويين الجسدي والنفسي منذ الصغر، ففي عامها السادس سقطت ضحية لمرض شلل الأطفال اللعين الذي ضرب إحدى قدميها بلا رحمة أو شفقة، وفى عامها الثامن عشر تعرضت لحادث قاتل حيث تحطم الباص الذي يقلها مع زملاء الدراسة لتتشوه قدمها اليمنى وتصاب بجرح غائر في البطن وتلحق بها إصابات بالغة الخطورة في عظام الحوض وفى العمود الفقري مما استدعى تدعيمه بشريحة معدنية.. وكان لهذا الحادث المروع الدور الأكبر في اتجاه فريدا إلى الرسم فقد أقعدتها الإصابات الفادحة والآلام التي عجز الأطباء عن تسكينها في الفراش لشهور طويلة مما حدا بأسرتها المحبة لها أن تدفعها إلى الرسم الذي يصادف هوى في نفسها، فثبتوا لها مرآة كبيرة في السقف أعلى السرير الذي ترقد فيه كي تستطيع رؤية نفسها لتتمكن من رسم البورتريهات واللوحات الشخصية التي برعت في تصويرها، واستمرت في الرسم بشكل فطرى معتمدة على بعض التعاليم القليلة التي تلقتها على يد أحد الأساتذة"
من رسائلها ..
رسالة الى دييغو ريفييرا
23 تموز 1935 ـ
"هل يجب ان امتلك فعلا رأس بغل كي لا افهم على الاطلاق كل ما يجري من حولي: الرسائل وقصص الفساتين ومعلمات اللغة الانكليزية والغجريات اللواتي يعملن على الجلوس امامك لرسمهن وكل النساء اللواتي يظهرن اهتماما "بفن الرسم" واللواتي يحضرن من الخارج. كل هذا تفاصيل مسلية وأنا اعرف ان ما بيني وبينك هو حب بالمعنى العميق للكلمة، وحتى لو عشنا كل هذه المغامرات وكل هذه الخناقات التي يليها دائماً ابواب تقفل وشتائم، فنحن نحب بعضنا على الرغم من كل شيء. وأظن انني بالفعل غبية الى حد ما لانني طوال الاعوام السبعة التي عشناها سوية وبعد كل نوبات الغضب التي كنت امر بها، أرى نفسي اليوم انني ما توقفت عن حبك وانني احبك اكثر من جلدي، وحتى لو انك لا تحبني بنفس القدر فانك على الاقل تحبني قليلا، اليس كذلك؟"