في الزحام .. لا أحد
أنا الليلة لا أملك " كلمة بيضاء " واحدة ...
في حلقي ملايين الصرخات الرمادية .
على لساني حقل أشواك رمادية .
على صفحة عيني ينزلق شريط أحداث طويل غائم خلف أمطار رمادية ..
و حينما ينزلق ذلك الشريط يصبح الدم الذي يجري في عروقي رمادياً و الهواء بعد أن أنفثه من رئتي دخان ثقيل ...
لذا فالحبر في محبرتي الليلة رمادي .. بقايا نيران كانت قبل أن تستحيل هشيماً أنشودة شرر و عنفوان و التهاب .
" كلماتي البيضاء " ككل شيء أبيض ليست مجرد لون واحد كالأخضر أو الأصفر أو الرمادي لأن الأبيض حصيلة انصهار
الألوان كلها ... و كلماتي تلك حصيلة استجابتي و انفتاحي على كل ما حولي و من حولي ...
أما الليلة فأنا وحيدة مع ذاتي ، و كلماتي ستكون رمادية ... لا أحد يعنيه أمرها إلا إذا كان طبيباً نفسياً أو مروج
شائعات أو دفتر مذكرات ... أو وحيداً مثلي ...
أنا في لحظة صدق ... فأنا أكره الأقنعة أمزقها حتى و لو كنت لا أملك تحتها وجهاً !...
قلمي المشحون بحبره الرمادي سأسلمه لجرحي ليهذي و يهذي ...