منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - مساحة للذكريات فقط
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-21-2008, 07:35 PM   #1
عبدالله الراشد
( شاعر و صحفي )

الصورة الرمزية عبدالله الراشد

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 19

عبدالله الراشد غير متواجد حاليا

افتراضي مساحة للذكريات فقط


 دع لنفسك ساعة أو مجرد برهة وقلب دفتر ذكرياتك, عد إلى أعوام قليلة مضت، حتما ستجد بعض اللحظات التي تود طمسها، تمر بحلو أيامك المنصرمة تمني النفس وتتوق إليها. ستجد الخطوات التي تقدمت من خلالها إلى الأمام والمنغصات التي غيرت طعم أيامك وجعلت ليلك ونهارك ظلاما دامسا. قلب دفتر الذكريات ستجد الدروس التي تعلمت منها والمواقف البالية والباهتة. ستمر بالذنوب والمعاصي وبالأفعال التي ترجو منها الثواب والرحمة.

 نعيش ولا غرابة في دوامة ذكرياتنا دون أن نجعل الماضي قوة تدفعنا لمعانقة المستقبل بتفاؤل وبصيرة. ندعي الحكمة أحيانا ونحن لا نقوى على تدبير ابسط الأشياء. نعظم الأمور والمواقف ونعطيها اكبر من حجمها ولأننا نعجز عن التصرف حيالها نستشير القاصي والداني خاصة ممن يعتقدون أنهم العارفون ببواطن الأمور وظاهرها. نسمعهم جيدا وننفذ توصياتهم حتى ولو جلبت لنا الضرر المادي والمعنوي وفي حياة كل فرد منا مثل هؤلاء ممن أدخلناهم لأدق تفاصيل حياتنا دون ضغط من احد وبكامل إرادتنا حتى أصبحوا أسوأ الذكريات وأمرها.

 من العقل أن تتعلم من ماضيك ومن تمام الحكمة أن تعتني بكل لحظة وتستغلها لغدك. دع عنك كثرة التسويف قبل أن تندم على أيام حولتها إلى ذكريات بالية لا فائدة منها ولحظات مرت دون استغلال ودون منفعة تذكر. منا من يتجرع الألم لأنه أخطأ الاختيار وأوقع نفسه في المحظور وادخلها في حسابات معقدة وهواجس لا يستطيع التخلص منها بل إن الوقوع في الضيق بالنسبة لبعضنا أمر يقلب عليه الطاولة ويحيله إلى الويلات حتى وان كان هذا الضيق عثرة لا تعيق طريقه فأحيانا نرى جناح البعوضة بحجم الفيل المتمرد ونغير ألوان الأشياء بلا وعي.

 نعجز عن تبرير بعض القرارات التي نتخذها بمزاجية، نخشى من تكرار التجارب الفاشلة إذ نستعيد الآلام دون أن نعي ان خوضها للمرة الثانية لن يكون بذات الأسلوب والتصرف متى ما قررنا الإقدام عليها بتأن وتعامل مع الموقف بعين العناية والاهتمام. أخطاؤنا دروس لا تقدر بثمن وكم من التجارب أعيدت بعد فشلها وأثمرت متغيرات ساهمت في إثراء حياتنا بالكثير من الآمال والطموحات فالعبرة في اتخاذ القرار الصائب ومسايرة الأمور خطوة بخطوة وصولا إلى الأهداف التي نرجوها. تعثر الخطوات أمر من طبيعة الحياة وسنتها فكلنا نخطئ لنتعلم من أخطائنا.

 الذكريات مخزون لا بد من اللجوء إليه ووقود لمواجهة الحياة وصعوباتها حتى تتغذى أرواحنا وننهل من تجاربنا مهما كانت ومهما كان حجم فشلنا فيها ومن تجارب غيرنا نستطيع الاستعانة بما يعيننا على مصاعبنا وهمومنا المتكررة والاهم من ذلك أن نسجل في صفحات أيامنا ما يشفع لنا أمام الخالق البارئ ويسهم في رقي حياتنا ودفع عجلتها للدوران. صونوا ذكرياتكم وعودوا إليها بين فترة وأخرى. لا تخجلوا من سيئها وأسودها وأبيضها فالدنيا ساحة للتجارب والذكريات. جنبني الله وجنبكم كل مكروه وجعل ذكرياتنا بردا وسلاما علينا جميعا.

.............................
نشرت في جريدة اليوم
13/3/1429

 

التوقيع


احيانا يكون للرحيل معنى والف الم
احيانا يكون الصبح وجع لا ينتهي
والليل جراح
احيانا نقفز للاحلام
نلهث خلف الذكرى
نلهو بين البسمات
نتحايل على الانين
ولا يكون امامنا
الا
"ال ر ح ي ل"
في النهاية

عبدالله الراشد غير متصل   رد مع اقتباس