قال الكبير : سما نحوه ملك الرياح بجنده ،، فمزقته دون الإرادة والود
لذلك امتطيت اشتياقي وتسربلت بجنوني ،،
وحملت ما بقي مني أنادم مراسيل النسائم وهي تداعبها ،،
حبيبتي ،، قبلة الحب الهادئة على خدود الجمال الطليق ،،
وابتسامة السماء في قلب الحنان الدافئ
حبيبتي ،، الوديعة كالطفل ،، الحلوة كالرضا ،،
الصافية كقطرة الندى بين أوراق الورد ،، المرحة كسطور الغرام في رسالة حب
حبيبتي ،، التي تفاخر الأرض بأن تحملها ،، والهواء بأن تستنشقه ،،
والسماء بأن تظللها وتشرف عليها
حبيبتي ،، ذات الفم العطري والرضاب المسكر ،،
منبع الكلام العذب الذي يجعل خلايا الجسد تقبل بعضها البعض ،،
حين تتبدى ،، أرى عاصفة الروح تقتلع الدوح ،، وتطيح بالأيك ،،
وتهب على جدة فتراقص الوجدان بأمواجها ،،
فقلت للبحر : لماذا تقف بيننا ؟! ،،
فقال : ألم تسمع " ليتهم قتلوني فالموت أروح لي " ؟! ،،
ضاق الفسيح في عيني ،، وعملت أن الغياب يريد إتلافي هذا الجمود ،،
فأخذت أطوف بالشاطئ ليلي ونهاري بحثا عن مراسم حضورها ،،
كنت أهجم في فضاء شاسع وهم يهربون بها عني على امتداد الساحل ،،
والساحل يتسع لهم ويضيق علي ،،
أسأل عنها فلا أجد فوق الرمل غير ظل لخطوات شاردة وبقايا عطر رشته ساعة الرحيل من مركبها ،،
فأشق ثوبي وألصق صدري في أثرها أمرغ آهاتي وأبدأ في رسم بكائي على ذلك الصعيد ،،
مجتازا مفازات الأرجاء ،، أصعد في ذاكرتي صدى جبال الحنين ،،
هائما بين الوعر والوديان ،،
لعل شيئا من الحلم ينتفض فيحتضن الضياع لأجد نفسي في ظاهر نافذتها ،،
أسأل المحار : أين جبال الحنين من أرض العرب ؟! ،،
فيقول : وأين أنت من أرض العرب أنت في سراديب البحر ،،
ويهديني بالنجوم ،، فأذهب إليها هائما على وجهي في سديم الكواكب ،،
حتى أقع بساحل مجهول وقوم لا أعرفهم ،،
فأسألهم عنها ،، فيقولون وأين أنت ،،
وأتيه في المجرة لأعود ،،
مثل روح غضة المعنى سآتيك وكلي قبس
مثل ضوء يشرب الفتنة ودليلي عارض ملتبس
ناء منتهى نأيي حضور وحضوري شفق مختلس
وليلي سهر في عينيه حتف للمنايا حرس
ألج الصبح مخمورا وفي صبحي قدح يلتمس
ما أقساك أيها الغياب ،، أراك تتقدم إلى هدفك بخطى ثابتة وقلب صخري ،،
لا تتعب ولا تسأم ولا ترحم ،،
ما أشبهك بالموت ،، لا تهزك الدموع ،، ولا تستعطفك الآمال ،،
تدوس حبات القلوب وتتخطى الأماني والأحلام ،،
ثم لا تبدل سنتك ولو كانت الفريسة قلوب والهة ،،
ماذا يضيرك لو تركت الأنفاس تتردد في الصدور ؟! ،،
دعها ريثما تشبع من هذه الحياة فإنها لم تسأم منها ولم تزهد فيها ،،
ماذا رأينا من مشاهدها ؟! ،،
ماذا سمعنا من أصواتها ؟! ،،
ماذا خبرنا من ألوانها ؟! ،،
أي آمال ستضيع ،، أي نشوات ستخمد ،،
أي عواطف ستهمد ،، أي مسرات ستبيد ،،
أيمضي كل شئ إلى الفناء ؟! ،،
أريد أن أعيد البناء كما كان دون أدنى تغيير حاذفا الزمن من الوجود ،،
إن لزم الأمر دية دُفعت أو كانت خطيئة كفّر عنها ،،
لا داء بلا علاج ،،
إن السبب ذاب في مخزن التاريخ ،، وبقيت الأحزان وحدها ،،
وأحلام البسمات وهي تمهد لمعجزة الوعود ،،
فيقول الكبير : كذاك الليالي لا يجدن بمطلب ،، لخلق ولا يبقين شيئا على عهد
لا تعلم بأني همت بالصوت حتى نبض في قلبي ،،
وتردد في أنفاسي ،،
أسمعه ليلة بعد أخرى وأتشربه ساعة بعد أخرى ،،
وأخلق من ترنيماته صورة جامعة لرموز الجمال ،،
أناجيه في سهرتي الطويلة وأستنجد به في وحدتي ،،
فأقول : لا يعرف الألم الدفين إلا خالقه ،،
فيجيبني الموج بحسرة ،،
وقد صعدت إلى الأنثى ،، قبضت من مائي وسقيتها ،،
عرى دمع وياقوت قلب ،،
وأخذت طلع الوقت ،، بعضا من فيض ذكرى مالحة
وتهيأت ،، حين سرد رؤى عينيها ،،
على كتف الحكاية ،، في فرح مكسور ،،
أتعكز بين حروف الجر ،، والأفعال المستباحة
فاعتدلت في جلستها ،، دامعة سكرى ،،
تغطي الخطوات ،، وميراث ابتسامتها ،،
ترقص ،، تطفو ،، يهتز الموج بالطرب