دائماً ما عشقت التأمل ..
ففي مرحلة الدراسة كنت أتمنى لحظة فراغ حتى أُمارس فيها التحليق بأفكاري ..
و لكن لا سبيل لذلك ..
أما الآن ..
و قد أدَّيت ما عليَّ للمجتمع و للأسرة .. و للعالم أجمع .. فقد حان وقت التأمل ..
.
.
فقد أنهيت كل مراحل الدراسة الإجبارية و غير الإجبارية حتى أكون فرداً معترف به كمتعلم ..
و عملت بموجب سنوات دراستي حتى أكون فرداً منتجاً في المجتمع ـ و حتى أحلِّل سنوات عمري التي استهلكتها المذاكرة ـ
ثم تركت عملي لأني لم أحببه ..
و تزوجت حتى أسعِد أهلي ..
ثم تركته لأني لم أكن سعيدة معه ..
و ها أنا الآن بدأت أدرس لغةً أخرى ـ لأنني أحببتها ـ
و ربما سأعمل عملاً آخر أحبه ..
و إلى أن يحدث شيء آخر ..
فهذا وقت الطيران !! ..
ـ أقصد التأمل ـ
.
.
أصبحت كالعجوز التي تلاحق نملة لمعرفة سبب اتخاذها هذا الطريق دون الآخر !! ..
قد نتساءل دوماً ..
ما سبب فضول العجائز ؟ ..
السبب بسيط جداً !! ..
لأن الإنسان كلما كبُر في العمر عاد طفلاً من جديد ..
قال تعالى : ( وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ ) (68) يس
لم أصل لمرحلة الشيخوخة بعد .. و لكنني أشعر بأنني أكملت دائرة حياتي بسرعة ..
أتساءل كثيراً ..
لماذا نحن هنا ـ في الشرق الأوسط ـ لا نعيش الحياة كسوانا فحياتنا جد قصيرة ؟ ..
فبمجرد أن تصل المرأة للثلاثين تكون قد كبرت على البدايات الجديدة ..
بينما في الخارج نجد أناس يبدؤون و هم في السبعين !! ..
هل هذا بسبب حرارة الشمس التي تُنضج كل شيء بسرعة ؟
ففي المناطق الحارة لا نستطيع زراعة أنواع معينة من المنتجات الزراعية التي تحتاج لوقت طويل نوعاً ما لنضجها .. فالشمس تحرقها قبل نضجها ..
هنا كل شيء يتم بسرعة .. و كأن الوقت يلاحقنا .. و إن لم نسبقه سحقنا بجرافته ..
لا أعلم ..
أشعر أن جنوني قد وصل حدوداً إن لم أعد الآن .. فلا عودة !! ..
أراكم على خير