منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - أمواج بلا شاطئ
الموضوع: أمواج بلا شاطئ
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-31-2008, 11:31 PM   #76
عبدالله الدوسري
( كاتب )

الصورة الرمزية عبدالله الدوسري

 







 

 مواضيع العضو
 
0 جده غير
0 مرايا
0 دنيا المحبوية
0 > حديث الغمام <

معدل تقييم المستوى: 52

عبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


مضى اهتمامي بكل شئ يضعف ويتلاشى رويدا رويدا ،،
والمناظر تغوص في العمق وتتضاءل حتى اختفت تماما ،،
وامتد أمامي ممر طويل مجوف غائم الأرض والجدران ،،
بلوح في أقصاه نور رائق ،،
أتقدم فيه بخطوات ثقيلة متعثرة ،، ومترنحا احيانا ،، بقلب يفتقد الأمان ،،
وسرعان ما وجدتني في عالم جديد ،، عالم جديد حقا لا أملك أسماء لمفرداته ،،
مكان وليس بمكان ،، ضوء وليس بضوء ،،
ألوان وليست بألوان ،، أشجار وليست بأشجار ،، بيوت وليست ببيوت ،،
أرضه وسماؤه مغطاة بالسحب ،، مترام بلا حدود ،،
بيوته من السحب أيضا تمتد في صفوف متوازية تفصل بينها مسافات شاسعة ،،
أشجاره هائلة ،، ألوانها جديدة تماما وذات تأثير عميق في الحواس ،،
ويغمره ضوء ثابت هادئ جديد الكنه أيضا فلا هو شفق ولا هو غسق ،،
لأول وهلة خيل إلي أنني وحيد في وجود لا متناه ،،
ولكن الوحشة لم تثقل علي ولم تدم ،،
فهذا الوجود المحيط بي ينتفض بحياة غامضة ،،
إنه حي وعاقل أيضا ،، يرنو إلي باهتمام وكأنما يتساءل عما سأفعل ،،
هل أطرق بابا لأسترشد بمن في الداخل ؟! ،،
ويقبل علي كائن يرفل في ثوب سحابي ،،
نظرت إليه بحب استطلاع فأشار إلي بأن أتبعه ،،
قادني إلى بحيرة من نور في خميلة وأمرني بإسلام نفسي إلى أمواج أنوارها ،،
فطفوت ثواني ،، ومضيت أغوص على مهل ودون توقف حتى استقررت في أعماق أعماقها ،،
تسربت الأمواج إلى باطني فاجتاحته ،،
وانبسطت أمام ناظري العادات العابثة التي كابدتها ،،
وكلما تطهرت من عادة سيئة تلاشت مصحوبة بآلام متفاوتة ،،
ويخف وزني بمقدار ،، فأرتفع عن مستقري قليلا قليلا ،،
تواصل الاستحمام ساعات أو أيام لا أدري كم طالت فالزمن متوقف ،،
حتى طفوت أخيرا فوق سطح البحيرة وانتقلت إلى أرض السحاب في خفة وانشراح ،،
وارتديت ثوبي من السحاب الرائق
عاد ذلك الكائن ولكنه تبدى في وجه آخر ،،
ومن صميم ذاتي ودون أي مساعدة من الخارج عرفته ،، بل عرفتها ،،
الحبيبة برقتها وسحرها ،،
ما تمالكت أن فتحت ذراعي فتلقيتها على صدري بحنان وشوق ،،
وأنا أقول ما هذا المكان ؟! ،،
فقالت بصوتها الرخيم : قلبي

 

التوقيع

المتشرد

عبدالله الدوسري غير متصل   رد مع اقتباس