اليوم ..
وشى لي العصفور الذي اعتاد الوقوف على حافّة نافذتي أنّك نبضه , و أنّه ذاكرتك ..
حكى لي كيف حمّلتّه قصائدَ روحكَ المثقلةَ بالشّوق , وكيف صبغت ريش أجنحتِه بعطرك , و لوّنتها بتفاصيل وجهي !
حدّثني عن امنيةٍ تداعبُ قلبكَ بالهجرةِ حيثُ منابع القمر , عن سفرٍ يعتلي أحلامكَ و الكثير الكثير من قشّاتِ الوطن الّتي جمعتَها لهُ في قلبكَ , عُشّاً يعودُ إليهِ كلّما مزّقت أجنحَتهُ طيور الفقد الجارحة ..
وشى لي عصفوركَ أيّها القريب , بأماني السَّكينةِ , و لهفاتِ الاحتضانِ المحترقة , و أعاصيرِ الشّمال التي تبتدأُ حيث عينيك , بشدّة الصّيف المتوهّجِ من صدرك و بامتدادات الأمل في الشرايين النافرةِ قربَ حنجرتك ..
وشى لي بك .. ثم طارَ يحملني قطرةَ ماءٍ تتشّبثُ بثغرهِ , و لا تتبخّر !