الأرضُ تعتريها نوباتُ اللّهفة لاحتضانِ المَطَرِ , هل سمعتها مرَّة يا فيصل و هي تردّدُ الاستسقاءَ بهذيانِ الحمّى الموغلةِ في الشّوق ؟
و ما نحنُ إلا أبناءُ ذاتِ اللّهفةِ , تجتثُّ ذاتَ أملٍ , كلَّ وجعٍ يسكننا , ثمّ ترسو بنا , حينَ خيبةٍ بذاتِ الشّاطئِ الموبوءِ بالفقد .
ألهذا تدورُ الأرضُ حولَ نفسها مُذ خُلِقَت ؟ تلوكُ السّعادةَ و الحزنَ بأفواهِ الحيرةِ المخبوءَةِ , و تصلّي كلّما عانقت الشّمسَ من أجلِ مجرّةٍ يحملُ اهليلها الصّدق .
الحُلمُ يا فيصَل , هو تلكَ الشّمسُ الّتي إن طلعَت تبخّرت أوهامُ الحيرةِ , و اعتدلَ تجمّدُ الوقت . و إن غابت , زادَ الدّورانُ و زادت فرصةُ الخروجِ عن مساراتِ الأملِ ..
و يبقى هناكَ بينَ ذاكَ الضّلعِ , و ذاك القلب .. مسافةُ رحمة , تكفي لدرءِ الموتِ عن الذّاكرةِ لفترةٍ من الحُلُم ..
تماماُ كما تلكَ اللحظاتُ المطوّقةُ بعقدِ الرّعشةِ الأولى , و اكليلِ الدّمعةِ الأخيرة .