معدل تقييم المستوى: 9444
ذكريات الطفولة (1)الرقاق والفيمتو ذكريات الطفولة في رمضان مختلفة لدي, فأنا أتذكر الغداء في رمضان في السنوات الستة الأولى لي لم أكُن أصوم كعادة الأطفال ولأننا نسكن بيت العائلة الكبير .. ففيه من الأطفال ما يمكن أن يحتاج لوليمة لكل غداء ولذلك كان يُقدم لهم الغداء بشكل يومي في رمضان إلا أنا أصر على أمي أن تعطيني مما تُعد للفطور لأتغذى عليه :rolleyes: ولأن الشئ الوحيد الذي يكون جاهزا في وقت الغداء من فطور رمضان خبز الرقاق للثريد والفيمتو فقد كنت أتغدى عليهما طعمهما لذيذ جدا .. ألذ بكثير من الكورن فليكس والحليب جربوه .. والله ما بتندمون واللون الوردي غير . . . (2) الفطرة ( زكاة الفطر ) كانت أمي تصر أن ترسل الفطرة فجر العيد مهما كانت الأوضاع ومهما كانت مشغولة هي والخدم لإعداد أشياء العيد طبعا أنا كنت صغيرة جدا عمرا وحجما وكنت أصر أن أذهب مع الخادمة وهي تأخذ الفطرة لأصحابها أجمل ما في تلك الليالي أنها دافئة لا لا ليس جوا .. ولكن قلوبا ففي تلك السكيك / الطرق الضيقة في أحيائنا القديمة ترى الجميع يحمل فطرته في يده ذاهبا لهذه الأسرة أو تلك ممن يستحقها في ذلك العمر الصغير لم أكن أعرف الحكمة من زكاة الفطر ولم أكن أُدرك أهميتها ولكن المشاركة في ذلك العمل كان يجعل العيد يبدأ عندي بوقت قبل الجميع . . . (3) ما ألذ الماء كانت تعودنا وتمرننا أمي على الصيام ونحن في عمر صغيرة جدا في سن السادسة تجعلنا نتناول السحور معهم .. وقبل الذهاب إلى المدرسة نشرب كوب حليب فقط ولا شئ بعد ذلك إلى أن نعود من المدرسة وعندما نصل سن التاسعة نصوم بشكل مستمر وكامل إلا إذا كان هناك سبب قاهر لعدم الصوم وكانت أول أيام صيامي في الصيف فكنت أذهب إلى صنبور الماء في المدرسة وأضع راسي تحت الماء حتى أخفف من الشعور بالحرارة بعد الركض واللعب في ساحة المدرسة وأنا صايمة وأثناء وضع رأسي تحت الماء الكثير من الماء ينسااااااااااااااااااب إلى فمي فأشربه طبعا بدون قصد مني في الظاهر وكنت أفعل هذا مرات كثيرة وعندما أعود من المدرسة لا يبدو علي الصوم فأخوتي يترجون أمي أن تسمح لهم بشرب أو أكل أي شئ و كانت هي تقدر لكل منا مقدار معين نأكله حسب أعمارنا إلا أنا لا أطالبها بأي شئ حتى وأنا في بدايات تمريني على الصيام لأن بطني كان مملؤ بالماء وكعادة الأمهات يعرفنّ كل شئ دون أن يروه ففي أحد الأيام وأنا أركض خارجة من المدرسة وشعري مبلل بالماء كالعادة بعد أن شربت كمية لا بأس بها منه قفزت إلى الكرسي الخلفي في السيارة وإذا بأمي تجلس هناك :confused: ابتسمت وسألتني بعد أن ساعدتني في وضع حقيبتي " كم مرة تصبين على راسج الماي ؟! " طبعا ما أقدر أكذب لأن العقاب سيكون مضاعف قلت مرتين ( وطبعا هذا لا يحدث إلا نادرا فالغالب أكثر من أربع مرات ) قالت وهي تداري ابتسامتها ويكفيج مرتين بس ابتسمت اعتقادا مني بأنها لم تكشفني هززت رأسي مؤيدة قولها لم تقول أمي شئ إلى أن وصلنا المنزل وكعادتها تُقدم لنا شئ قليل نتصبر به إلى الفطور وكنت أطالب بالفيمتو الرقاق كالعادة لم تلتفت لي ولم تسمح للخادمة أن تقدم أي شئ لي وأصرت ذلك النهار أن أقضيه معها في المطبخ ومع الطباخه وهم يعدون كل أنواع الطعام وأنا غير مسموح لي بأن أكل أي شئ وقفت خلف باب المطبخ اعتراضا على العقاب ولم تهتم هي .. بل طلبت مني أن أساعدها ولكن ورغم كل هذا العقاب .. أحبها جدا فقد علمتني وخلال كل رمضان تدربني فيه كيف أحب الصيام لأنه طاعة وليس لأنه جوع وعطش
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ