معدل تقييم المستوى: 9444
(4)هدايا العيد لا أحب ذكريات الموت في عملي لذلك سأكتب عن حادثة بعيدة عن الموت فيه حادث دهس والمصابة امرأة في الثلاثين الوقت الثانية بعد منتصف الليل أتوجه إلى غرفة العمليات رأيته وطفلته كان يقف تغشاه الحيرة والضياع سمعته يسألني أن أقف يريد أن يقول لي شيئا سألني سؤالا صعبا جدا .. هل ستعيش؟! لا أدري لماذا نظرت إلى الطفلة في تلك اللحظة ربما لأنني لا أريد أن أرى دموعه المتحجرة في عينه خوفا على زوجته ولأنني لا أملك الإجابة الأكيدة :confused: أجبته أن يدعو الله أن يحفظها اذكر أنني مسحت على رأست الطفلة وأنا أغادر وقلت لها: ادعي لماما حبيبتي انتهينا من العملية في الساعة السادسة صباحا من صباح العيد كانت المريضة بخير برحمة من الله بها وبابنتها الصغيرة وأنا أغادر غرفة العمليات كان هناك مازال ينتظر عندما رآني وقف .. وجاء يركض يسألني عنها هي بخير والحمد لله.. أجبته وأنا ابتسم هذه المرة لم يقول أي شئ حمل ابنته وذهب بعيدا يبكي ويحمد الله غادرت متجهة إلى جناح المرضى للاطمئنان على بعضهم قبل الذهاب إلى البيت انتهيت من كل شئ ومرت المناوبة بسلام واليوم هو أول أيام عيد الفطر وأنا أتجه إلى سيارتي من خلال باب الطوارئ للمستشفى متعبة جدا سمعت صوتا يناديني ربما احدهم يريد أن يبارك بالعيد كان هو .. يحمل في يده علبة حلوى كبيرة قال لي هي اشترتها البارحة للعيد هي هدية شكر من أجل زوجتي لا أخذ هدايا في عملي أبدا فتحت العلبة وأخذت قطعة واحدة الحمد لله على سلامتها.. أجبته بعد أن أغلقت العلبة ووعدته أنني سأزورها غدا وستكون بخير أن شاء الله مازالت هذه المريضة تزورني في العيادة كلما مرت من هناك لسبب أو لأخر ومازلت تلك الطفلة ترافقها وتحييني بابتسامتها كلما رأتني
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ