منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - من مقام النوى ..!
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-03-2008, 11:02 AM   #2
محمود هرموش
( كاتب )

الصورة الرمزية محمود هرموش

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 17

محمود هرموش غير متواجد حاليا

افتراضي




(2)
سأغامرُ بما يحتضرُ من الضوءِ الذي تقفزُ منهُ سنونُ الصمت ..
وتعبرُ فيهِ الفصول
ربما أقبضُ على حفنةٍ من غياهبِ غمامٍ مترفٌ بهطولِهِ
وأبحثُ في رمقِ الروحِ عمّا يسدُّ شهوةَ الموالِ الذي توسَّدَ الخطيئة
ولم تربحْ تجارتُهُ
لقد أينعت رؤوسُ قصيدتي
وجلنارُها المقدَّسُ يحشدُ تعاويذَهُ ويخبئُ شهقةَ قطافِها في سلةِ أنوثةِ النزيف
يا أنتِ...
دعي خطاكِ تنهمرُ فوقَ أَصابعَ شقائي لننسجَ أُرجوحةً للإرتواء
و يثمُلُ الاشتعالُ في خضيلِ عراءِ ارتشافِ البنفسج
ثم ينشغلُ العطشُ
ويلملمُ أهازيجَ السرابِ من خاصرةِ الانتظار الصامت كي تُشرقُ فتنةٌ عميقة ُالانعتاق
تمدُّ راحةَ قنديلِ القصيدة .. نحو أسوارِ قصرِأميرةِ الكلام

أيها المدار الذي يخيط ُسلالَ ضيائِها من أهدابِ المحابر
لا ترشق في عيونِ النجوم وميضَ غنائي
قبل أن يرفَّ حفيفُ أصابعها على أجنحةِ اللظى
ويعبر مرايا شرفة ٍ .. فارِهٌ مساؤُها .. ومسجّى على وسادةِ الصحو
لقد تشرنقت على يديها أرغفةُ النعناع
وانقسمَ اليسارُ إلى لهاثين
وما زالت
ترشقُ حدائقَ الطَّلع بقدَّاحٍ مبللٍ بطفولةِ مطرٍ يتجاهل عن قصد يباس ترابي
وعلى شطِّ الهواجس امرأةٌ ..
تُبلِّلُ ساقَيْ لهفتها فتشهقُ تويجاتُ البياض على شفاه الارتباك
يساومني ريحان ٌ يبتاعُ هديلَ طهورتهِ مقابل زهرة لوز مشنوقة الانبلاج
تروي شفاه نعاس ٍ يطفئُهُ ذبولُ سوسنِ مطرٍ يغادرُ عراءَ حلوى الهمهمات
والقبيلة ُ
تدجِّن رذاذَ قرابيني
وتخلعُ أغصانَ تيني وزيتونتي ..
وترويها بملوحةٍ أنهكها انكسارُ موجةٍ شمطاء تدثِّر شهوةَ الأصداف بالزبد
هذا غباري فاقع الصراخ
يخطفُ أبصارَ ثغاءٍ نسيتهُ الطفولةُ في غمرة الفيضان
ونثيثُ الأقمارِ يقصُّ أظافرَ الشبقِ عندما يكفهرُّ دُجى الكهوف
وشفقُ النبضِ يتناسلُ فيه جنوح النزيف
يرأَبُ غناء عصفورةَ المشتهى بضفيرةٍ كربلائية الحصار
فقد نضجَ هشيمُ نرجسةٍ أراقتْ على صفحةِ الشمس بريقها
كي يسيلَ الضوءُ كالمطرِ على غابة الصقيع
وتثبِّتُ على كتفِ الشموخِ نضارة الدفء
ويتدفق نجيع النوارس على مرابع القصيدة النائمة
*
سيسري غسقُ الطريق دافقُ الإغراء
يخرجُ من ثوبِ التراب إلى قاع البكاء
يهيّئُ آنيةً للوضوء وللطواف
ويُطفئ ُرعاف جلنارٍ يبذُرُ ضراوته في شقوق زمن.. يتوحَّم على رَفَثِِ السواقي
ويعلِّقُ مشانقَ القيظ على جثة أديم الإختباء
*
كان بحري يشاكسُ رغوتهُ ويرشقُ النوارس بخطيئتهِ مع حوريته
ثم يُؤدي فرائض المد
فتنمو أشجارٌ من رمضاءٍ مفتونةً بأحجياتِ ثرثرة البحّارة
وشظايا عاصفةٌ نار نجية الانصهار
أصابت فخذَيْ حمامةَ نهارٍ يخرجُ مدججاً بنساءٍ يعبرن شوارع القصيدة المزكومة بعسسِ الشهوات
فتهبط على رفاةِ مآذني أسرابُ جرادٍ متورِّم العينين
وعلى ظهره هياكل من أشجارٍ عجاف
ويدسُّ السم تحت وسادةٍ قاحلة اللهاث .. خاويةٌ أمعاؤها من ثبجٍ محمومِ الحكايا
ومخالب الفقر على مذبح ( خمبابا ) نسيتْ بصمات أصابعها
كي تعبثَ بأضلاعِ النهار قبل أن يأتي طوفان الزنابق
على غابات (جلجامش )
*
في موسم الحصاد كان بيدري فاغرٌ فاهُ قبراتهِ
بعد أن نبضتْ أشلاءُ القمحِ في طاحونةٍ تهرقُ أشلاءَ السنابل
وتدقُّ مساميرَ العراء على صليب الريح
فينبتُ بين مفاصلهِ شرانقُ حليبٍ عسير المنفى دافئ المضاجع
يراقص شرانق الهديل
*
لقد طفح البياض .. ولم تبصرني شفتاي
فمن منكم يعرف وشم مدينتي..؟
ويوثق على مداخلها عاصفة من شجر ..؟؟





هامش ..
خمبابا هو العفريت الذي يحرس الغابة .. وقد قتله جلجامش

.
.
.
يتبع ..

 

التوقيع

برغيف ٍ من الضوء ْ .. من يشتري مني قصيدة ..؟!



هذه النصوص مسجّلة وخاضعة لقانون الحماية الفكرية ويمنع الاقتباس والنقل بغير إذن صاحبها


التعديل الأخير تم بواسطة محمود هرموش ; 06-03-2008 الساعة 11:08 AM.

محمود هرموش غير متصل   رد مع اقتباس