اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صالح الحريري
يا صديقي ...
أخذت أرتقي سلالم القافية ...
بخطى كادت أن لا تحملني قبل ميلاد الوزن ...!!
اسقط تارة وأخرى حتى شعرت أن التعثر لعنة تعتري رحلتي ...!
قرأت الفاتحة ...
وتعاويذ النجاة لقلبٍ اختنق نبضه ...!
وقد بدأ يئن تحت حافر مهرة جامحة لا تستكين ...!!
هكذا يــ صديقي ...
ما بيننا اشتعال وإغفاءة ...
كأعجوبة آن لها أن تلامس السماء ...!!
هل أخبرك ببشارة ...
نشأ بذلك الحبر طفل بوح ...
أمه اللغة الأصيلة ذات وشاح المفردة ...
وأبوه يمتد لسلالة عتيقة أكاد أقسم أنه عرق الأبجدية ...!
ها هم أحفاد الكلمة يمارسوا الركض بفناء قصيدة لم يشيخ عمرها ...!!
ونمضي ...!
تحياتي
|
وريث الحرف
ياصديقي
في حضرة حرفك يتدحرج صمتي نحو منحدر البوح
فيدور الكلام كالطاحون دون سنابل
لكن حدائق الظلال المرمية فوق مقعدها الشمسي
مسيجة بصمت من القيظ المرير الذي يحترف احتراق الرثاء قبل ختام القصيدة بغروب ٍ يغفر زلّة هذيانٍ يؤوّل مغزى كل امرأة تمرُّ ولا ترانا
تجرجر خلفها قطعان يتامى رغبات ٍ ترسم في الأفق أقواس فرح لازوردية العنوان
في حضرة حرفك .. يأتي الصمت
يفاجئ فصول الغابة عندما تستحم عارية الخريف
وترمي باقي الفصول في غيابت جب ٍ يتجاهل أعماق المدار
تتدلى عروق نبضه وتقذف أيقونة نهدٍ يمتهن اصطياد كل شراع خاوي النوارس
هو الصمت
في حضرة وريث الحرف
يعدُّ خطايا أميرة مهجورة الأساطير
ملّ حراسها من مقارعة الصدى الذي يرتدي زي الحداد
هو الصمت
موطنه بساتين ٌ من اللذائذ
توزع كؤوس أفراحها على حانة مضرجة بالبراءة
علّقت موائدها على شجر النوح
مثل شاهدة ضيّعت قبرها في رحلة الطواف
هو الصمت
يبني الوجود على مقاس جنونه
يحرث أوهام البكاء على مسمع أنغام من مقام النوى
فتأتي القصيدة طائعة .. ذليلة تضاجع هتاف محابر نازفة الوريد
كي تتناسل الوصايا هزيلة الدمع ..
هو الصمت
حناجره سرمدية الغرائز ياصديقي ..
تزوج ذات يوم بقصيدة
وما زال يرضع من محبرتها حتى غدا ابن اللغة البار وحفيد للمعاجم
عاش صباه بين مراتع السطور وفواصلها
وفي غفلة ضاع منه الياسمين
فتزوج ثانية
من عائلة ثرية نحويا
ومات
ودفن داخل كتاب
ونمضي ..