ياصديقي
على عوسج الانتظار تتوسد أصداء حفيف ٍ أثكلته الهواجس ..
وهمساتُ قمرية ٍ حانية الهديل تساءلنا أين دنان المزن كي نملأها بالقصائد
ياصديقي
هناك في مرقد الريح بقايا عاصفة تسطّر مخابئ نعاسها بسديم من الرؤيا
أجهده قدّاس صمتِ كروم ٍ بُحَّ صوت نبيذها
ولم يعد يحتمل انتظاره إلى حين نضوج عناقيد الاشتهاء
ياصديقي
صرخات قصائدنا تتغلغل تحت قميص رغبة ِ ليل ٍ ضيّعته المقاهي
تبكي على أطرافه سيوف ٌ أموية ٌ
وأنا وأنت ما زالت طفولتنا تدمن ُ استلقاءها على قارعة (الماء)
تغفو تحت نافذة ٍ تقرأ ُ ما يترامى من المدى على خمّار ٍ يمدُّ كؤوسه للعابرين
فبأي آلاء إثم ٍ نكسر خاطره ُ ( وكاسنا ) ضاق بها الفضاء
وأغرقت صهباءها نشوة ٌ مترامية القطرات
نشوة ٌ
تكوّرت من أول التكوين
في أثداء أنثى ضيعت لبنها (الكامل الاشتهاء ) ذات صيفٍ وما زالت ..
تسخر من صباها في زنزانة اللهفة الحمراء
وتلقي أمتعتها على أطراف دفء سرير ٍ لا يكف عن البكاء
ياصديقي
دع خمرة الشعر تبسط راحتها
وليعبر من يعبر
ويتكوّر على ذاته من يتكوّر
ونحن ... أين نحن من هؤلاء
سنبقى
نفكك أرواحنا كل مساء بجرأة ٍ لا اتزان لها
فيسّاقط ُ الارتباك ُ زرافات ٍ زرافات
وتنسدل ستائر ٌ على أطراف مصطبة النبيذ
تلوّن ليلنا بلسعات القصائد .. فيهرب الكلام
لكنه يعود
يهزّ ذيول نقاطه ِ .. يموء
ويرتمي على صفحات الدفاتر
فننتشي
وتتفاخر الأقلام ...
بانتصارها علينا
ونمضي ..