أرسلَت لي صديقةٌ تقول :
أنّي أرسمُ بعبثِ , فتتقاطعُ خطوطُ وجهي الّتي أرسمها , بتفاصيلِ الخريفِ الحزينِ , و انبلاجاتِ الضّوءِ في مآقي الأمّهاتِ الثّكلى , و اختلاطاتِ دفءِ بلادي مع رياحِ الشّمال ..
قالت :
إنّ لوحتي تصلحُ ان تكونَ قلباً مكلوماً , و ذاكرةً منسيّةً , و طفلاً يتيماً , يمارسُ لهوهُ مع اللّعب , و يداهُ تمسكُ رغيفاً يابساً .
قالَت :
أنّ الألوانَ أصبَحت متمازجةً فوقَ أصابعي , حتّى انبثقَ دمٌ من فمِ أوراقِ الشّجر , و انغمسَ وجهُ القمرِ في بحرٍ يعاني حمّى السّهر ..
قالَت :
أنّي يجبُ ان أرمي القلمَ جانباً و أغنّي .