( كولي كان حراً ، حراً إلى درجةٍ خطرة .. حراً أن يشعر بكلّ ما شعرَ به "الخوف ، الذنب ، الخزي ، الحب ، الحزن ، الشفقة " حراً أن ينام في المداخل ،
أو بين الملاءات البيضاء لامرأة ، حراً أن يجد عملاً ، وحراً أن يتركه ، بإمكانه أن يذهب إلى السجن ولا يشعر أنه مسجون ،لأنه كان قد رأى لتّوه المكر
في عيني سجانه ، حراً أن يقول " لا، اللعنة " ، ويبتسم لأنّه قتل ، لتوه ، ثلاثة رجال بيض ، حراً أن يتحمل إهانات امرأة لأن جسده قهر لتوه جسدها .
حراً حتى بضربها على رأسها ، لأنه كان قد حضن لتوه ذلك الرأس بين ذراعيه ، حراً أن يكون لطيفاً معها حين تمرض ،أو أن يمسح لها الأرضية ،
لأنها تعرف ما هي رجولته وأين تكمن ، حراً أن يغرق نفسه في عجز سخيف لأنه رقص لتوه رقصة السجناء وأقدامهم مقيدة بالسلاسل ، ...... .
إنه حر في أن يعيش أوهامه ، وحرّ حتى أن يموت ، ولا يهمه كيف ومتى يكون ذلك ، في تلك الأيام ، كان كولي حراً حقاً .
تركته أمه على كومة نفايات ، ورفضه أبوه من أجل لعبة قمار ..لم يعد لديه ما يخسره .
إنّه وحيد مع قوة إدراكه و رغائبه وهما وحدهما اللذان يهمّانه ) ×