منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - أمة إقرأ .. لا تقرأ
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-18-2008, 11:32 AM   #15
د. منال عبدالرحمن
( كاتبة )

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبيد خلف العنزي مشاهدة المشاركة
ان النقاش يقرب المسافات وهو يعجبني كثيرا .. خاصة من ذوي الفكر المنير كإياكِ .. اولا التاريخ لم يثبت زيفه ففي كثير من المواضع زيفناها نحن .. وعرفنا ايضا من زيف قبلنا .. وهذه ليست نقطة الخلاف .. الليبرالية السعودية بالذات هي سر طرحي .. كل ما ذكرته أنتِ من تيارات واتجاهات فكرية هي نوع من انواع الاندماج الفكري او الاستقلال الحضاري وليس لي عليها اية تحفظات سوى ان الكثير منها اثبت فشله الذريع والمريع .. والليبرالية السعودية التي اتحدث عنها هنا .. هي الظاهره التي صارت في كثير من تجمعات شبابنا وبعض مفكرينا من كونها تعتمد كلياً واساسيا على تحرير المرأة وكأن المرأة معتقلة في بوتقة الحصار الذكوري ( مع انني اؤيد ذلك في بعض النقاط وليس كلها ) الليبرالية السعودية او ما يسمونها هم كذلك اراها في التحرر والإنفلات الذي رأيت عليه كثيرات من بنات السعودية مع الاسف .. خاصة في البحرين .. يعتقدون ان الليبرالية هي الكأس والغانية .. وان تعاشر المرأة من تريد وتخالط الرجال كأصحاب ورفاق وصولا الى مسألة خطيرة جدا وهي ( البوي فريند ) التي صارت تنتشر في مجتمعنا بشكل مخجل جدا وكما تعلمين من اسرار الليبرالية ان يكون للبوي فريند ما ليس لغيره .. حتى وإن كان الزوج عن بعضهن .. وهذا شيء يدمي القلب عندما لا نفرق بين الحرية والإنحلال .. ستقولين ان هذا كلام مبالغ فيه .. الله يشهد انني وخلال تجربتي في الانترنت فقط .. عرفت كاتبات شهيرات يعتقدن بهذا المفهوم ويمارسنه وكأنما انتهت كل مشاكلنا الإجتماعية والأخلاقية وبقي على ان نتحضر فقط .. ان نبيع العلاقات بين الجنسين وان تكون الخمور في التموينات والهايبر ماركت .. إحداهن تتصل بي وتخبرني عن اسفها مقدما اذا لم تستوعب شيئا مني لأنها سكرانه وهذه صحافيه مشهورة وكاتبه لها وزنها .. أخرى تطرح مصيبتها بخلافها مع البوي فريند بسبب أخرى في مقالها الأسبوعي .. هل هذه هي الحرية ؟ .. سأقول لكِ نعم .. هذه هي ليبراليتهم .. التي اقصدها .. ولي عودة لأي إستفسار منكِ .. جنائن الورد والود لكِ


أستاذ عبيد خلف العنزي :

عُذراً للعودةِ و لكنّ الحوارَ طريقنا لبلوغِ غاياتِ الارتقاءِ بالذّاتِ و الفكر , و هذا ما تحقّقهُ لنا هذه الملتقيات .

و لنرتّب النّقاش سأبدأُ معكَ فكرةً فكرة :

- التّاريخ متلاعبٌ بهِ و الدّليل اختفاء صفحات كثيرة منه , و اختلاف الكثير من الأحداث بين مؤرّخٍ و آخر , فالتّاريخ لم يُنقل بالتّواتر و إنما نُقل من جيلٍ إلى جيل باضافات , قامَ بها بشرٌ مثلنا , و الانسان ذو أطماعٍ و رغباتٍ و نزوات , ناهيكَ عن الصّفحاتِ التي لا ذكر لها , و تلكَ طامّةٌ أكبر .

- التّيارات الّتي ذكرت , هيَ محاولات من الانسان للبحث عن طريقة أفضل و نظام أكثر عدلاً , كلٌّ حسبَ رؤاهُ و إن قَصرت . أمّا أنّها أثبتت فشلها فذاكَ حديثٌ آخر , إذ أنّهُ ما من نظامٍ إلا و له سلبياتهُ و ايجابياته و لك في ذلك الاتحاد الأوروبي مثلا أو الاتحاد السوفيتي قبله .


- المرأة معتلقة في بوتقة الفكر الذّكوري أحاديّ الاتجاه , العقول المغلقة , الّتي طبّقت بعضَ ما ذُكرَ في الإسلام , و تركت الأكثر , الّتي أخذت القوامة و نسيت الانفاق و المعاشرة الحسنة .

- الليبرالية , و غيرها من ا لحركات , لا تؤخذ بجريرة واحدٍ قامَ برميِ فكرةٍ مهترئةٍ في الهواء , يجب أن نفهم أساس تلكَ الحركات , و نحاول تقويمها إذ أنّ المجتمع يعاني من كثيرٍ من الأمراض , و ربّما كان في أحدها شفاؤه .

- العلاقات بين الجنسين أمرٌ شخصيٌّ جدّا , لا يحدّدهُ انتماءٌ لفكرٍ معيّن أو حركة معيّنة , كلٌّ يعبّرُ عن نفسهِ يا أخي , و لا يعبّرُ عن الكلّ .

- أعودُ لأقول أن ما يطرحهُ الكاتب , يعكسُ فكرهُ وحده , و رمي أخطاء البعض على شمّاعات الانتماءات , لا يعني بالضّرورة تبريرها لهم .

- أخيراً أقول أن الليبرالية تعني حريّة الفكر , التخلّص من القيود البالية , من العادات و الأعراف و التقاليد التي ما أنزل الله بها من سلطان , التخلّص من الجهل الكامن في عقول البعض , بغضّ النّظر إن كان هذا المفهوم قد تشوّه على يد بعضِ المتخفّين تحت هذا المسمّى لممارسة عقدهم .



شُكراً لسعةِ صدرك أخي الكريم .

 

التوقيع

و للحريّةِ الحمراءِ بابٌ
بكلِّ يدٍ مضرّجةٍ يُدَقُّ

د. منال عبدالرحمن غير متصل   رد مع اقتباس