2) الحضارات القديمة
انتقلت الإعلانات في عصر الحضارات القديمة لتصبح عبارة عن إعلانات سياسية وقانونية...
في عصر الحضارة الفرعونية والإغريقية والرومانية، ظهرت آثار تثبت استخدم المعلنين لأوراق "البردى" التي كانوا يلصقونها على الجدران.
صورة على البردى من الحضارة الفرعونية، تمثل "عين الحياة" أو "عين حورس"، وهي الرمز الذي يستخدمه تباع الإله حورس ابن الإله أوزاريوس وإلهة الخصب والجمال الفرعونية آيزيز، وتقول الأسطورة أن حورس فقد عينه اليسرى في معركته الانتقامية مع الإله سيث، حيث اقتلع سيث عين حورس وقطعها لقطع صغيرة، جمعها الإله توث، إله السحر، وتمكن من خلق الكمال النسبي حيث ترمز كل قطعة في العين إلى نسبة معينة بجمعها معا يصبح مجموعها 1، أعاد توث العين إلى حورس فتمكن أخيراً وبواسطتها من إعادة والده للحياة، وأصبحت هذه العين بعدها إعلان عن الحياة، حيث توضع على قبور الموتى، وعلى المومياءات.
كما استخدم الإغريق والرومان النقود، والجرات في رسم إعلاناتهم التي دارت في مجملها حول آخر معاركهم، الأبطال الجدد، الآلهة وآخر الحفلات الدينية، والقيصر الجديد المنتخب من قبل البرلمان.

جرة من الحضارة الإغريقية الأثينية، تصور طقوس الموت، حيث الجثة ومن حولها الندابات، والحيوانات في الأسفل ترمز لغنى الميت وأهميته، وتظهر أهميته بشكل أكبر لأن جثته أكبر من الأشخاص المعزين الموجودين حول الجثة، ولكبر حجم الندابات.
أما عن الإعلانات فيدول آسيا فكانت عبارة عن رسوم على الجدران أو في معظم الأحيان مجرد إعلانات صوتية، حيث يخرج منادي لينادي بآخر الأخبار والإعلانات وعن أوامر الحاكم أو عن الحاكم الجديد...ولكي تحصل الخطب بين الناس...
وظهرت فترة بعدها تحولت فيها الإعلانات إلى رموز جسدية، حيث كان المعلن يستخدم يده لكي يعلن عن قرار معين... مثل إصبع الإبهام المفرود لأعلى والذي كان يرمز للقبول.
وقد ظهر هذا الرمز في الحضارة الرومانية أول مرة، حيث كانت الميدانات القتالية كبيرة جدا، وكان الحاكم يجلس في مكان بعيد جدا عن ساحات الحكم، ولكي ينفذ قرار الإعدام كان على الحاكم أن يرفع إصبعه لأعلى في حال الموافقة، ويخفضه لأسفل في حال الرفض...
والسبب الذي من أجله اعتبر الإبهام المرفوع دلالة على الاستحسان أو الرضى، هو أن الجمهور المشاهد، كان يصرخ من السعادة لو رفع الحاكم إبهامه لأعلى من أجل أن يقتل العبد، أو المحكوم، وكان يطلق صرخات الاستهجان في حال رفض الحاكم قتل المتهم.
كما أرسل النبي سليمان - عليه السلام- رسالة إلى بلقيس ملكة سبأ رسالة يعلن فيها عن دينه، و يدعوهم للخضوع له وللدخول في الإسلام
فقد قال الله تعالى في القرآن في سورة النمل: "اذْهَب بِّكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ (28) قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29) إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30) أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ(31)"
ويقول المفسرون أنها أطلقت على الكتاب لفظة "كريم" لأنه كان مختوماً، مما يدل على رسمية الكتاب والإعلان.
.... ويتبع