لم يكن رحيلها سوى فاجعة جديدة وتحدي لمدى قدرتي على التحمل ، وعلى ما يبدو أنني أفنيت نفسي في العمل ، أتذكر أن هناك قاعدة غرامية تقول :
( عندما يغادرك من تحب ، قم بتحويل ألم فراقه إلى إبداع ) .
وصلت بعد جهد لهذه المرحلة وفقدت لذتي بالأشياء
لم أعد أشعر بما يدور حولي فقد أصبحت كل المفاجآت متوقعة ، وكل الصدمات متوقعة ، وكل ما يحدث ويدور حولي متوقع .
بعد أن كنت أجعل الأشياء في بيتي تتنفس ، وجدت نفسي معهم جامداً
مهملاً كقطعة أثاث لا أحد يستخدمها .
أحلامنا تتبخر سريعاً ... على الرغم من بقائها الطويل داخل ذاكرتنا ...
نتذكر منها ما نشاء ونهمل ما لا نريد ...كانت أحلامي من هذا النوع ، لم أكن أملّ من بقاءها داخل سراديب ذاكرتي بل كنت أحيها عند كل مساء بغنائي المستمر وصوتي اللا موسيقي ، كان كلّ ما في جسدي يقيم عند كل مساء حفل زفاف لأفكار جديدة وتبقى تلك الذكرى خالدة بعد نهاية كل حلم ، الوداع لتلك الأحلام لم يكن متكلفاً كمراسم الزفاف بل كان مفاجئاً كحضوري في الحياة ، لم يتبقى من الوقت الكثير لأترك هذا النص يتبعثر في إحدى الممرات المكتظة بالأفكار والمسكونة بكل أنواع العشق ليعبّر عن ما يريد ولأدع الفرصة لشيء أهم لكي أكتبه .
(زفاف أفكار ) لـ سلطان رده