أبو راكان ..
دائما تتحدث بطريقة تجعلني أتصور أن الدنيا تستحق منا معارضتها .. فأنت دنيا كاملة ..
أعترف أني شكلت تيارا .. هنا .. لا زال حيا يتنفس .. وليس بالضرورة أن يدرك أعضاءه أنهم ينتمون .. وهذا النهج الأسلم لخلق التيارات .. أن تؤمن بلا إدراك أنك تنتمي ..!
وفي حياتي بوجه عام لا أعمل إلا وفق تيار وتكتل واضح المعالم .. والأهداف .. وأرى من يعمل بشكل مستقل لا يؤثر كثيرا مهما كابر أو تنكر لأصل وجوده في المشهد المعني به ..
الغريب يا صديقي أن نطالب بأن نعمل بفردية بينما العالم يتوجه نحو التكتل وفرض ثقافة الجماعة المنطلقة من ثقافة الفرد .. لكنها لا تمثلها تماما .. بمعنى أن ثقافة الفرد مهما كانت ناضجة كما يعتقد أو كما يمكن أن نعتبرها ناضجة فإنها تكتسي بالكثير من الجدة والجدية حين تصب بقالب الجماعة لتخرج بطريقة متكاملة مع أفكار وثقافات فردية عديدة متجانسه حينا ومختلفة حينا .. لكنها حتما لا تأخذ صورتها النهائية ( الفردية ) إلا من خلال العمل الجماعي لأن الأفكار تحتاج الدعم والتشجيع والإعلام والتقديم والتعليق , ولا تتوافر هذه الكماليات ( الضرورات ) بالضرورة حين نتعامل وفق مزاجية فردية مبدعة ..!
والمشكلة بالجماهيرية التي يطلبها الكاتب والمتابعة من شريحة المتلقي .. فكيف سنحدد طبقات المجتمع الأبعادي وطبقات المجتمع بوجه عام حين يكون الجميع مستقلين ؟
التكتلات لا تعني بالضرورة تحزبا ورفضا للآخر بقدر ماهي عوامل دفع وضغط نحو التعامل بطريقة تحفيز وحث للآخر على الإنتماء ولو من باب التعاطف أو المناصرة أو قبول الفكرة .. وهذا لا يخفى على رجل بقامتك الفكرية ..
سأعود بعد إذنك بموضوع في المقال يتحدث عن الوطن والتكتلات إنطلاقا من فكرتك الرائعة ..
الف شكر لفكرك يا بو راكان ..