جبلٌ شامخٌ
تلتفُ حول قمته الغمائمٌ كما تلتف العمائمٌ البيضاء حول رأس شيخ حكيم
وفيه قمته غِران ٌ
لا يستوطنها إلا الكواسر
تنسل منه عيون رقراقة ،لتسكب ماءاً زلالا ، يتدفق في جداول ،
تضطرب كحية رقطاء ،
تحفهاأشجار باسقة ،
تخللها أشعة الشمس ،
وكأنه لجين مموج بذهب
هُنا
على قمة هذا الجبل الشامخ ،
استوطنه صقرٌ من بين الكواسر ،
ألف غيرانه وهنّ ألفنه
وبعد تروي
منه قرر أن يبني عشه ،
فبناه على نسق وإحكام ،
لا تستطع بعثرته الرياحولا ترنو إليه الهوام ...
فلم أقبل
مساء يومٍ ربيعٍ ذي نسناسٍ بهيجٍ ،
شعر بضيق يُطوقُ جنانه ،
بوحشة تأسر قلبه ،
هنا
قرر أن يتخذ له خليلا من بني جنسه ،
طال ليله وطال انتظاره لشقشقة النور،
فلما رأى بصيص النور حلقا عاليا ،
يجوب الفيافي والقفار ،
حتى
هُدي إلى ذات حسب ونسب ،
فلا الجمال يخَدعه
ولا الذكاء يُعجبه
فكل هاجسه ذات سلالة عريقة
فهي بغيته ..
حلقا في أعلى السماء ،
فقال أيتها الحسناء
على أثري ...
فقبيل المساء ،
هبطا على ذاك النسيج المليح ...
يُتبع