اقتباس:
خرج من التيه كأنه قد خرج من بين فكي الموت .!
كان ما زال يبكي عندما هرعت النسوة للقائه و هن ّ يملأن الدنيا بالزغاريد فهدهدنه ظنّا ً منهن ّ أنّه يبكي وجعا ً من قساوة التيه و لم يخطر ببالهن ّ أنه يبكي ألما ً لفراق الأثر .. لفراق التيه .!
سمع إحداهن ّ تتكلم بلسان النبوة قائلة ..:
- لو لم تنجدك َ الثريا بالصقيع .. يا شقي ّ .. لأهلكتك الصحراء بأنياب الذئاب .!
و لكن ّ كاهنة ً أخرى كانت تتابعه بوجوم طوال الوقا رفعت صوتها بآهة ٍ موجعة ٍ كأنها زفرة ٌ من لحن ٍ مميت قبل أن تتكلم بنبوءة خاطبت بها الخلاء لا الخلق ..:
الويل لمن ذاق طعم التيه يوما ً .. لأنه لن يسكن في أرض ٍ يوما ً ! *
|
* إبراهيم الكوني – مراثي أوليس
.!