الكاتب:عقلي هو فلسفتي
العنوان:أطلالي من هنا وهناك
هنا سأضع بعض أطلالي التي لا زلت أقف عليها متأملاً .. أطلالي المتناثرة هنا وهناك لكنها رغم هذا التناثر موجودة بداخلي تلتصق بي مرة وتهرب مني واعتنقها مره وادفعها عني مرات .. أطلالي حول الحياة والدين والحب والصداقة والفن والنفس البشرية وكل ما عشته وأعيشه واقف عليه حائراً متأملاً (معتنقاً له مرة وشاكاً به مرات لان الشك هو القانون الذي يحرك هذه الحياة )
عندما يؤمن الإنسان بقضية تصبح هي المنطق لديه ..
***
الشك الصادق ..إيمان صادق .
***
الحقيقة المطلقة لا تختلف كثيراً عن تعاطي الحشيش..
لا وجود للحقيقة الفعلية او المطلقة في أذهان بشر ترى الأشياء من نشوتها التي تنطلق من مفاهيمها ورؤيتها وثقافتها واعتقاداتها الشخصية .. لا وجود للحقيقة المطلقة في رؤية البشر للأشياء والتفاصيل من خلال مبدأ واعي ولا واعي في نفوسهم يقول " أن الأشياء والتفاصيل هي في كيف يرونها او يريدون رؤيتها وليست في كيف تبدو فعلاً "
***
اليقين المطلق غباء ..والنكران المطلق غباء أيضاً ..
***
ليس ذنبنا أبداً أن نولد أغبياء ثم نحاسب على غبائنا.. وعجز عقولنا ليس كفراً لان الكفر هو أن نرفض ما نعلم حقيقته ..
***
لطالما كانت حاجات البشر هي سر معظم إيمانياتهم ..فيؤمن الغالبية لأنهم بحاجة إلى الإيمان..
كحاجة الإنسان إلى سبب ومبرر لوجوده ..
وحاجته إلى مؤنس لوحدته ..
وحاجته إلى شيء يمتص كل ما يصيبه ..
وحاجته الى مبرر لكل ما يقع له
كان الخوف والضعف هو اكبر الحاجات التي لجئ إليها معظم البشر إلى الإيمان .. الإيمان حتى بالأموات والأحجار
***
أتساءل دائماً ..كيف يكون الناس دائماً راضيين شاكرين لأقدارهم ..كانوا تعساء او سعداء ..أليس من حق التعساء أن يعاتبوا القدر على شقائهم ..؟ أليس من حق التعساء أن يسألوا لمَ قدر لهم هذا الشقاء ؟ ام هو مجرد تخدير والسلام ..
***
الناس لا تحب الحقيقة لأنها غالباً تسلبهم هويتهم ..وتقوم بتعرية معظم ما يعتقدونه..
الحياة مملوءة بالعبث .. لكن البشر يحاولون صنع وتطريز معناها اللاعبثي من خلال معظم ما يمارسونه من اعتقاد ..
***
الحياة مليئة بالصدمات لأولئك الذين لا يستعدون لها او يتجاهلون ويرفضون حقيقتها .. أولئك الغارقون في أحلامهم وأوهامهم ..
يتبع
*
الشوك في الورود يخبرنا بأن الجمال من حقه أن يبقى ..
اننا نخاف من الجمال أحياناً أكثر من خوفنا من القبح
العلم الدماغي والمادي يؤمن بأن الواقع مختلف عن ما بأدمغتنا وخلف حواسنا وان الواقع هو ذلك الكم الذي يكمن بداخلنا ونقوم بترجمته وتفسيره وتحليله بداخلنا
**
الحقيقة كثيراً ما تكون هي نتاج روح فكرنا الذي نحمله وروح تلك العقلية التي نحملها ونحمل تراكماتها الثقافية والتقليدية والسلوكية والتي من خلالها تبدو لنا الأشياء ومضامينها ..
**
الحقيقة هي حالات نفسية تخلقها عوامل كثيرة تتراكم على شخصياتنا وعلى أذهاننا فتتحول إلى سلوك ورؤية..
**
يقال" بأن الجنون هو أن تكون عاقلاً بين مجموعة من المجانين" .. أي أن تكون شاذاً بعقلك ومنطقك حتى وان كان هو الأصح .. لذلك سيظل العقلاء والفلاسفة والمفكرين والمبدعين في نظر الناس مجانين مرضى يعانون اتهاماتهم حتى يرتقي الناس إلى عقلياتهم .. او العكس
**
أحياناً يجب على المجنون بالعبقرية والمجنون بالسبق العقلي أن ينتظر زمن عاقل ليبرهن ما يريد من حقيقة عاقلة ..
**
اني أعجب من شعوب ترعبها الكتب والمعرفة والاطلاع .. حقاً هم مهووسون بالخوف والتخويف ..مهووسين بالانطواء على ما يعتقدون وعلى ما يعيشون ويفكرون ..ويخافون المرتفعات المعرفية التي تطل على الآخر وفكر الآخر وتطل على العلوم التي تفجعهم أحياناً ..
**
هنالك عادة بشرية لا يستطيع الكثير التخلص منها وهي التصاقهم بمبادئهم واعتقاداتهم بقوة من ما يجعلهم يشعرون أن المبدأ هو جزء من ذواتهم فينتقلون من حالة النقاش او الحوار من اجل المبدأ إلى حالة من الدفاع من اجل الذات
**
لو سألت شخص يعتنق بدع دينية غير منطقية ومعقولة بالنسبة لك لماذا تفعل كل هذه الأشياء الغير منطقية؟ فسيجيبك لأنني أرها هي المنطق وربما سيجادلك بكل قوته .. والسبب هنا لأنة لم يفصل نفسه وشعوره منها ليفكر من الخارج بصواب الشيء او عدم صحته بل توحد معها بشكل تقليدي وغير واعي
**
الاستقرار ليس النهاية الفعلية للبحث او التغيير الفكري بل هو حالة من الاستسلام وطلب الراحة من تعب ذلك التغير الذي يخلق فيه كل يوم .. الإنسان الحقيقي لا يستطيع إلا أن يتغير ما دامت المعارف والحياة من حوله تمارس التغير وتمارس النسبية والغموض
**
أن أولئك الذين لا يتغيرون هم أناس جامدون لا يمكن أن يبدعوا الحياة ولا يمكن أن يبدعوا أنفسهم فكيف يبدعون وهم يعتبرون الإبداع بدعه محرمه وكل بدعة ظلاله
**
الإنسان في معظم حالاته فضل راحة البال على الحركة الشكية التي يبني من خلالها معارفه وأفكاره وحضارته.. لذلك كان الصراع الأزلي بين الشك واليقين هو صراع من اجل الحركة واللاحركة .. من اجل الاطمئنان.. ومن اجل الثورة بهذه الطمأنينة من اجل الحقيقة والإبداع ..
**
الشك حركة واليقين سكون .. فإما نتحرك نحو إبداع ذواتنا وإبداع الحضارة بشك مؤلم ومفجع أحياناً واما نقبع باطمئنان بداخل يقيننا دون حركة ..اما التفكير واما التخدير
**
يصبح العقل غير قابل للتعلم عندما يتوقف عن النقد والشك والتحليل
ومن جهة أخرى سيظل العقل غير قابل للتعلم ما دامنا نلتزم بتسميته اللغوية بشكل حرفي " العقل " أي ما دام يعقل أفكار أصحابه ويلجمها ..دون أن يفك له العنان ليتعلم بحرية
**
أجد اننا دفنا أجسادنا وحقيقتنا حتى أصبحنا نستحي منها ونحرم وجودها كما هي وكأنها شيطان يتلبسنا
**
أجد الكثير من البشر يجعلون أسماء آلهتهم تعبيراً آخر لآهاتهم!! فيرمون عليها كل أوجاعهم وآلامهم وفجائعهم .. حتى انهم لا يترددون بتحميلها كل ما يحصل لهم من شقاء وظلم وعناء .. !!
**
البشر يرقصون منذ البدء .. فجميع ما يمارسونه من الم وصراخ وطبول وفنون وصلوات وطقوس وأناشيد وتقاليد والمزيد من ذلك .. لم يكن إلا عبارة عن ممارسات راقصه تحمل تعبيراً وجودياً عن وجودهم وتعبيرا عن مشاعرهم السعيدة والمؤلمة والخائفة والحائرة في هذا الوجود..
**
اني أتساءل هل وجدت الأديان لتقوم بكل هذا التمزيق والتفريق الذي نعيشه ؟ هل وجدت ليدعي الجميع تلك الأحقية ويمارس الجميع تلك الأحقية بذلك الشكل العنصري الساذج .. هل يراقبنا الله ونحن نتقاتل ونتقاذف العنصرية ونتجادل من اجله ؟ هل يرضيه كل هذا..!
**
هنالك حالات كثيرة من القتل والتفجير والانتحار والكره والبغض والصراع والأخلاق الهستيرية .. في معظمها ليست إلا نتيجة لذلك التهيج الذي تخلقه فيهم تلك المخاوف والإطماع الميتافيزيفية التي بدورها تصنع سلوكهم .. !
يتبع
*
ليس الحب الحقيقي مجرد مغامرة عابرة..بل هو أن تحب فعلاً وتلتزم بكل مسئوليات هذا الحب او لا تحب أبدا ً..
**
يبقى في الحب تفاصيل لا يمكن أن نتصورها ..لأننا لا نملك قلوب من أحبونا
**
يبحث الإنسان دائماً عن ما يشعره بوجوده فيلجئ للحب لأن الحب هو من أعمق الأشياء التي تشعرنا بوجودنا ..
**
من يحب فعلاً هو ذلك الذي يدافع عن من يحبه أكثر من دفاعه عن نفسه ..
**
هنالك أنانية يتبادلها الناس يسمونها أحياناً حب !
**
أعمق واصدق الحب هو ذلك الذي يتبادله الناس دون أي وساطة - ميتافيزيقية - تدفعهم لحب بعظهم خوفاً او طمعاً ...
**
الحب أولاً وأخراً اعتراف ..قبل أن يكون طقوس ومراسيم زفاف ..
**
الحب في أوطاننا يولد مخنوق بالعادات والمعتقدات والتقاليد التي تساق ضده .. وان نجئ فأنه يعيش مشوه مختبئ لا يظهر إلا في انصاص الليالي ..
**
الحب يرجم كل يوم لأنهم يعلمون أن القلوب المحبة هي وحدها من تعيش ووحدها من تصنع ثورة الحياة ..ووحدها من تناضل من اجل البقاء ..
يتبع.. في إطلالات تحمل أجزاء أخرى