منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - [حروفهم معنا ]
الموضوع: [حروفهم معنا ]
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-25-2008, 01:17 PM   #46
عطْرٌ وَ جَنَّة

كاتبة

مؤسس

افتراضي


اقتباس:






إذا أومت اليكم المحبة فاتبعوها, وإن كانت مسالكها منحدره..
إذا ضمتكم بجناحيها فاطيعوها, وإن جرحكم السيف المستور بين ريشها..
إذا المحبه خاطبتكم فصدقوها,
وإن عطل صوتها أحلامكم وبددها كما تجعل الريح الشماليه البستان قاعا صفصفا



لأنه كما أن المحبه تكللكم, فهي أيضا تصلبكم..
وكما تعمل على نموكم, هكذا تعلمكم وتستأصل الفاسد منكم..
وكما ترتفع الى أعلى شجرة حياتكم فتعانق أغصانها اللطيفه المرتعشه أمام وجه الشمس,
هكذا تنحدر الى جذورها الملتصقه بالتراب وتهزها في سكينة الليل..



المحبة تضمكم الى قلبها كاغمار حنطه.
المحبة على بيادرها تدرسكم لتظهر عريكم.
المحبة تغربلكم لتحرركم من قشوركم.
المحبة تطحنكم فتجعلكم كالثلج انقياء.
المحبة تعجنكم بدموعها حتى تلينو,ثم تعدكم لنارها المقدسه لكي تصيرو خبزا مقدسا يقرب الى مائدة الرب المقدسة...
كل هذا تصنعه بكم لكي تدركو اسرار قلوبكم,فتصبحو بهذا الادراك جزءا من قلب الحياة..
غير انكم اذا خفتم وقصرتم سعيكم على الطمانينه واللذه في المحبة,
فالأجدر بكم أن تسترو عريّكم وتخرجو من بيدر المحبة الى العالم البعيد حيثما تضحكون,
ولكن ليس كل ضحككم.. وتبكون ولكن ليس كل ما في ماقيكم من الدموع..
المحبة لا تعطي الا ذاتها,المحبه لا تاخذ الا من ذاتها.
لا تملك المحبة شيئا , ولا تريد أن أحد يملكها..
لأن المحبه مكتفية بالمحبة



أما أنت إذا أحببت فلا تقل:
إن الله في قلبي بل قل بالأحرى انا في قلب الله
ولا يخطر لك البتة أنك تستطيع أن تتسلط على مسالك المحبه ,
لأن المحبة إن رأت فيك استحقاقا لنعمتها, تتسلط هي على مسالكك..
والمحبة لا رغبة لها إلا في ان تكمل نفسها..
ولكن إذا أحببت,.
وكان لابد من ان تكون لك رغبات خاصه بك, فلتكن هذه رغباتك:
أن تذوب وتكون كجدول متدفق يشنق أذان الليل بأنغامه..
أن تخبر الألام التي في العطف المتناهي..
أن يجرحك ادراكك الحقيقي للمحبه في حبة قلبك, وان تنزف دماؤك وانت راض مغتبط..
أن تنهض عند الفجر بقلب مجنح خفوق, فتؤدي واجب الشكر ملتمسا يوم محبه اخر..
أن تستريح عند الظهيرة وتناجي نفسك بوجد المحبة..
أن تعود مساء الى منزلك شاكراً:
فتنام حينئذ والصلاة لأجل من أحببت تتردد في قلبك
وأنشودة الحمد والثناء مرتسمة على شفتيك *




* جُبْران خَليل جُبران نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

التوقيع




مِن الْبَدِيهي أن أحْيا
هَذِه الْحَياة بَعثِي , كنتُ فِي الْمَوت .
- كُنْتُ وَحِيدة نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عطْرٌ وَ جَنَّة غير متصل   رد مع اقتباس