منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - [حروفهم معنا ]
الموضوع: [حروفهم معنا ]
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-25-2008, 04:08 PM   #6
فقـد
( كاتبة )

الصورة الرمزية فقـد

 







 

 مواضيع العضو
 
0 ... أجزاء
0 ... حديث
0 ... واجب
0 ... سبعة

معدل تقييم المستوى: 19

فقـد سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفاية

افتراضي


حكايتي مع الشمس
للكاتب/ RandomAcceSS



عندما كنت صغيرا -أي قبل أن أتعلم "الزعم" بأني صرت كبيراً- كنت استفيق، ليس على خيوط الشمس الذهبية، ولكن على صوت من يوقظني،و لا بد من موقظ...

وهذه عادة قديمة قليلون هم الناس الذين يستيقظون بمفردهم...بل إن بعضهم لو جمعت له من بين لابتيها لما استيقظ ... لأنه يرى نفسه " واحد مفتح" على أي حال !

وكنت اذهب الى المدرسة و كان شروق الشمس يعني لي الساعة 6:30 صباحاً...لا أكثر ...

و مع استمرار زعمي أني كبرت، صارت الشمس تتغير !

علمت فيما بعد أنها " كتلة من النار"، و أنها بعيدة جداً ، و أنها ربها و ربي الله...
فإذن نحن في نفس الرق ... نفس العبودية !
و أنها تخاف من نفس الأشياء التي يخيفونني منها!

ثم علمت أن هناك أناس يسجدون للشمس !
فكنت أتساءل : كيف يسجدون لها و هي لا تعطي الريالات..!
و لا توزع الحلوى على من يحفظ سورة الحمد ...!
و لا تضرب الأولاد الكبار عندما يسرقون الفسحة !
من هذا الأحمق الذي يسجد للشمس؟

ثم علمت فيما بعد أن الهدهد وجد الناس الذين يسجدون للشمس فأخبر عنهم !!
المرة الأولى التي أعرف فيها بأن هناك من يعمل لحساب غيره مع أنه لم يره ...
و أن الهدهد يخاف من نفس الرب الذي يخيفونني منه!
فصرت أشعر بعد ذلك ... بأن الهدهد كائن " حروش"... لأنه أخبر نبي الله القوي بعمل أناس خالفوا أمره و أغضبوه !

ثم علمت فيما بعد أنه كان يمارس " مهمة الأنبياء"، وأنه أخبر نبي رب لا تخفى عليه خافيه !

ومع استمرار زعمي .... كبرت الشمس في عيني و شعرت بأن لها قصه !
خصوصا عندما عرفت أنها تغذي النباتات !
وأنها تقف بمفردها خلف ذلك الانقلاب الأخضر الخطير ... المسمى البناء الضوئي، والذي يجعل الكائن النباتي يعطي الأكسجين بدلا من أن يأخذه !

كيف تقف نبته صغيرة حقيرة لا تستطيع أن تبرح مكانها في وجه كل الدنيا و كائناتها، فترفض الأكسجين و تأخذ ثاني أكسيد الكربون !
لا بد أن تكون الشمس عظيمة و قوية !

فكيف اذا علمت أننا كلنا ندور حولها .... و أن النظام كله باسمها !

لم تعد الـ 6:30 صباحا تعني شيئا ً بالنسبة لي !
فهناك صباح آخر ....

ثم أخبرني مدرس الفقه بأن الشمس هي التي تحدد لنا المواقيت التي نفرك فيها أنوفنا في التراب ! و متى نمارس " ذل العبيد " بين يدي الله القوي المجيد ! فشعرت بأن الله يضع هذه الشمس موضعا ً مهما من كونه و عالمه !

يكاد كل أمر يمر بالشمس !

وكنت أشير اليها و أنا أتحدث مع أمي فتقول : حرام! لا تمد يدك للسما، قل يد الله أطول من يدي !

فكنت أقول :يد الله أطول من يدي ! يمه.. و ين تروح الشمس اذا غابت ؟

فتقول : حرام! تروح تغيب! حرام ... وش هالتـنـشّد هذا ؟

فكان ذهابها سر !

قابلت بعدها "أفاك كبير" يسمونه مدرس العلوم!
أخبرني أن الشمس لا تذهب! بل الأرض هي التي تدير ظهرها للشمس !

لم تقنعني هذه الاجابة!
فأنا اليوم " كبير" وأعرف من هي الشمس !
لا أحد يدير ظهره للشمس ...لا أحد يملك الشجاعة لفعل ذلك، و لا حتى الأرض !

ثم زادت مزاعمي ... و شعرت بأني كبرت كثيراً...
فهربت من نفسي ككل "الحمر المستنفرة" التي تمارس الفسوق بثقة بلهاء و فطرة جوفاء ...
وسمعت في يوم من الأيام أحدهم و هو يقول " يا شمس لا لا لا يغيييييييبي !!! ... وايدي بيدك يا حبيبي !"

كان الناس يتراقصون .. وكنت في نفسي أتساءل.. معقول ؟!..هذا التمبل ! هذا الخرتيت الكبير تجرأ وقال للشمس "لا تغيبي؟!"

شعرت عندها أني أتبع قوماً لا يعنون ما يقولون ! وأنهم أحمق من أن أرقص في مهازلهم، ولكنني بقيت وسط الراقصين، لأني كنت ممن يرون أنفسهم " مفتحين على أي حال !

ومرت السنون ... والظنون ...
و وقع بصري على قصة رجل .. ليس كأي رجل...
رجل خرج مقاتلا في سبيل الله و كان اسمه يوشع بن نون...

كان ذاهبا إلى فلسطين ليقاتل الكافرين، وعندما اقترب من ديارهم كادت الشمس أن تغيب، فقال لها: اللهم إنها مأمورة وأنا مأمور، اللهم احبسها لنا...
فحبسها الله له و لمن معه فلم تغرب إلا بعد النصر !

تذكرت حينها ذلك الأبله الذي كان يردد ليل نهار " يا شمس لا لا لا تغيبيييييييي "
ومع هذا كانت الشمس تغيب كل يوم !

فعلمت أن الرجل الذي لأجله وقفت الشمس هو الأجدر بالحب و التأييد، أحببت يوشع بن نون في الله، وما زلت أحبه! الرجل الذي علمني أني أكبر عند الله من الشمس و أنها هي التابعة لي و لست أنا التابع لها، وأنها عند الله أحقر من أن تعصي رغبة رجل مسلم صدق مع الله ...و أنها عبد من عبيده ... و رسول من رسله ! يبعثه الله الى خلقه صبيحة ليلة القدر ليبشرهم بالمغفرة ... فقد قال عليه السلام :

"تخرج الشمس صبيحتها بيضاء نقيه! و في لفظ لأحمد : بيضاء كأنها الطست !"

بيض الله وجهها...!

حتى قال نبيه عليه السلام: إن خيار عباد الله : الذين يراعون الشمس والقمر والنجوم والأظلة لذكر الله عز وجل...

ولكن الناس لا يعرفون الشمس !
ولهذا يلبسون النظارات
تجد الرجل يحمل ظلماته في جيبه فإذا رأى الشمس جعلها فوق عينيه...!

ثم علمت أنها تسجد لله كل يوم..
هكذا أخبر النبي -صلى الله عليه و سلم- أبا ذر فقال له : أتدري أين تذهب الشمس إذا غربت يا أبا ذر؟
قال : لا، الله ورسوله أعلم!
قال : تذهب فتسجد تحت العرش فتستأذن ربها بالخروج فيأذن لها، وتوشك الشمس أن تستأذن فلا يؤذن لها !
فيقال : ارجعي ! فتعود لتخرج من مغيبها ...
فحينئذ لا ينفع نفس إيمانها ما لم تكن آمنت من قبل...

ولأن كل شئ مرتبط بالشمس فكل شئ سيعود .. وكل شئ سينتهي مع الشمس!

وقد قال -صلى الله عليه و سلم- : لا تقوم الساعة الا على شرار الناس ...

و الشمس أكرم عند الله من أن يرفضها حتى شرار الناس ! يستنكفون عن نورها بزجاج الظلمات !

الشمس لا تخدم إلا المسلمين
و لا تسجد إلا لربهم
و لا تقف إلا لهم
ولكن أكثر الناس لا يعلمون... !

 

التوقيع

لماذا أكتبُ كلَّ جملةٍ في سطر؟
لا أدري،
ربَّما لأنَّه التَّوزيع البصري للكلمات بهذا الشَّكل
يُريحني،
ويُبهجني،
وربَّما لأنَّها البعثرة تُعجبني أكثر.

محمد البلوي/ تحت الأزرق بقليل

فقـد غير متصل   رد مع اقتباس